بيت لحم – تحتضن “جامعة دار الكلمة” معرض “تكاتُف” في دورته الثانية، الذي يُبرز إبداعات طلبة ماجستير الفنون، في محاولة لتحويل الألم الفلسطيني إلى خطاب فنيّ مقاوم. يُقدّم المعرض، الذي تُشرف عليه عميدة كلية الفنون الفنانة رحاب نزال، رؤيةً تشكيليّةً تعكس معاناة الجسد الفلسطيني وتطلّعاته نحو الحرية.
الفنّ كفعل مقاوم
في تصريح لها، أكّدت نزال أن المعرض “ليس مجرّد عرض أعمال، بل هو فعل تحدٍّ في وجه محاولات الاستعمار شلّ الإرادة الفلسطينية”، مضيفةً أن المشاركين حوّلوا “الألم الفردي إلى طاقة إبداعيّة جماعيّة”. يأتي الحدث في ظلّ تصاعد العنف الاستعماري، لا سيّما بعد 15 شهراً على حرب غزّة، وتصاعد عمليات التهجير بالضفة الغربية، ما يضفي على الأعمال بُعداً رمزياً يُجسّد وحدة المصير الفلسطيني.
مضامين متنوّعة وتقنيّات متعدّدة
يضمّ المعرض إنتاجات 12 فناناً، منهم: **أحمد ياسين، أسيل أبو رميلة، ديما أبو الحاج، ومعتز حجير**، الذين استخدموا وسائطَ فنيّةً متنوّعةً كالنسج، التصوير الفوتوغرافي، النحت، والفيديو آرت، لطرح أسئلةٍ حول الهويّة والذاكرة الجمعيّة. تبرزُ الطفولةُ كموضوعٍ مركزيّ في العديد من الأعمال، كاستحضارٍ لاستهدافها المُمنهج من قبل المشروع الاستيطاني، والذي يُحاول تقويض مستقبل الفلسطينيين عبر تشويه براءتهم.
الفنّ كشاهد على الزمن
تُعيد الأعمال المُعروضة تشكيلَ الرواية الفلسطينية بأدواتٍ بصريّةٍ تحمل في ثناياها رسائلَ سياسيةً وإنسانية. فمن منحوتاتٍ تلامس جراح التهجير، إلى تركيبٍ رقميّ يُحاكي واقع اللاجئين، يتحوّل المعرض إلى مساحةٍ للحوار حول دور الفنّ في مواجهة الآلة الاستعمارية. كما تُبرز الأعمالُ التصويريةُ تفاصيلَ الحياة اليومية تحت الاحتلال، بينما تُحاول أعمال الفيديو توثيقَ لحظاتٍ تختزلُ قوّة الصمود.
إبداعٌ يرفض الانكسار
يُختزل “تكاتف 2” كصرخةٍ فنيّةٍ تُجسّد المقاومة بالفرشاة والكاميرا، مؤكّداً أن الإبداعَ فلسطينياً لم يكن يوماً ترفاً، بل سلاحاً لمواجهة الطمس والتشويه. عبر تنوّع التقنيّات والرؤى، يرسّخ المعرض فكرةً جوهريةً: أن الجماليّ والسياسيّ خطّان متوازيان في المشهد الثقافي الفلسطيني، وأن الفنّانين هناك يُعيدون كتابة التاريخ برموزٍ لا تقهر.
يُذكر أن المعرض مستمرّ حتى نهاية الأسبوع الجاري، وسط تفاعلٍ ثقافيٍّ واسعٍ من الجمهور والمهتمّين.
فريق التحرير