في لحظة تداخل فيها الإبداع مع الوجع الفلسطيني، كرّم “المهرجان الدولي الخامس للشعر والآداب” في تركيا الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، بمنحه “الجائزة العالمية للشعر”، تقديراً لتجربته الشعرية الاستثنائية ومكانته في المشهد الأدبي العربي والعالمي.
التكريم الذي جرى في مدينة كهرمان مرعش، والتي توصف بـ”عاصمة الشعر” في تركيا، جاء بعد عامين فقط من حصول نصر الله على “الجائزة الكبرى للرواية” من اتحاد الكتّاب الأتراك، ما يعكس اتساع أثره الثقافي وتقدير حضوره المتجدّد.
“مريم غزة”: صوت شعري بلغات متعددة
تزامن هذا الإنجاز مع صدور ديوانه الجديد “مريم غزة” مترجماً إلى اللغة التركية، في وقت تُترجم فيه أعماله الأخرى، من بينها “أعراس آمنة”، و”شمس اليوم الثامن”، و”أرواح كليمنجارو”، فيما صدرت بالفعل الترجمة التركية لروايته البارزة “زمن الخيول البيضاء”.
وفي كلمته خلال حفل التكريم، قال نصر الله:
“في زمن الإبادة المستمرة لغزة، التي مضى عليها أكثر من 77 عاماً، لا يمكن فصل الشعر عن النضال، ولا الجمال عن الذاكرة والعدالة.”
وأهدى الجائزة إلى فلسطين وغزة وأرواح الشهداء، وخصّ بالذكر أكثر من 50 فناناً وأديباً، ومئات الصحافيين، وآلاف الطلاب، الذين قضوا خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
من تركيا إلى أوروبا: الكلمة تواصل عبورها
ولم تقف أصداء هذا التكريم عند حدود تركيا، إذ من المقرر أن يستضيف كل من روما وفينيسيا في 7 و9 أيار/مايو، حفلات توقيع للنسخة الإيطالية من “مريم غزة”، إلى جانب رواية “الأمواج البرية”، ليواصل نصر الله حفر اسمه بين رموز الأدب الإنساني الذي لا تحجبه اللغات أو الجغرافيا.
تكريم للأدب والموقف
تُمنح الجائزة سنوياً لكاتب عالمي إلى جانب مجموعة من الأدباء الأتراك، تقديراً لمساهماتهم الأدبية والفكرية والإنسانية. واختيار إبراهيم نصر الله هذا العام لا يأتي فقط تكريماً لقلمه، بل أيضاً لموقفه الأخلاقي والوطني، الذي جعل من الأدب منبراً للمقاومة والمعنى.