تحولت مباراة في الدوري اللبناني لكرة القدم إلى مشهد دموي، بعدما تعرض أحد لاعبي نادي البرج لطعنة سكين عقب صافرة النهاية، في واقعة صادمة تعكس هشاشة المنظومة الأمنية داخل الملاعب اللبنانية.
الواقعة جرت مساء 21 مايو 2025، على ملعب العباسية في الجنوب، خلال مباراة جمعت بين نادي الرياضي العباسية وضيفه البرج ضمن الجولة السابعة من “سداسية الأواخر”. المباراة انتهت بفوز البرج 1-0، لكن المشهد الميداني لم ينتهِ عند هذا الحد.
اختراق جماهيري يتحول إلى اعتداء منسق
بحسب بيان رسمي نشره نادي البرج على صفحته في “فيسبوك”، فقد اقتحم مشجعون من فريق العباسية أرضية الملعب فور انتهاء اللقاء، وهاجموا لاعبي البرج باستخدام السكاكين والهراوات. وتعرض اللاعب محمد السباعي (وارطان) لطعنة في الظهر، استدعت نقله بشكل عاجل إلى المستشفى.
وأضاف البيان أن فتح البوابات أمام الجماهير تم بشكل “مفاجئ وغير مبرر”، واصفاً الاعتداء بأنه “منظم ومدروس بعناية، وليس نتيجة فوضى عشوائية”، مشيراً إلى أن المعتدين انسحبوا من الملعب دون أي تدخل يُذكر من الجهات الأمنية.
غياب الأمن والإسعاف
الخطورة الأكبر في الحادثة، بحسب البيان، أن المباراة أُقيمت دون وجود قوى أمنية أو فرق إسعاف، ما ترك اللاعبين عرضة للخطر ومحاصَرين داخل غرف الملابس قرابة 45 دقيقة بعد الاعتداء. ووصف النادي ما حدث بأنه “سابقة تهدد سلامة اللعبة واللاعبين في لبنان”، مؤكداً عزمه متابعة القضية حتى محاسبة كل من تثبت مسؤوليته.
اعتذار خجول وتحذير من تكرار الكارثة
من جهته، أصدر نادي الرياضي العباسية بيان اعتذار رسمي، أكد فيه أن بعض مشجعيه تصرفوا بشكل “جبان ومرفوض”، مشيراً إلى أن إدارييه ولاعبيه حاولوا الدفاع عن لاعبي الخصم وتعرض بعضهم للإصابة أثناء ذلك.
كما دعا النادي الاتحاد اللبناني لكرة القدم إلى عدم إقامة أي مباراة في المستقبل دون حضور أمني، مطالباً بمحاسبة المتورطين ومنع تكرار هذا النوع من الأحداث المؤسفة.
فريق المسمار يسلّط الضوء على هذه الحادثة الخطيرة، التي لم تكن لتقع لولا تقاعس الجهات المنظمة عن توفير الحد الأدنى من عناصر الحماية. فهل تتحرك الجهات الرسمية لحماية اللعبة واللاعبين… أم تتركهم في مهب الفوضى؟