في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبحت الطائرات بدون طيار رمزاً للحداثة، تُستخدم في الاستطلاع، الحروب، والخدمات اللوجستية. لكنها تحمل أيضًا وجهاً آخر مظلماً، حيث تحولت إلى سلاح نفسي يزرع الخوف، ويؤثر بعمق على الصحة النفسية والبيئة، كما يحدث في مناطق النزاعات.
من غزة إلى لبنان، تحوّلت “الزنانة” و”أم كامل” إلى أسماء ترمز لحرب نفسية مستمرة، حيث تصدر هذه الطائرات أصواتاً مزعجة تؤدي إلى اضطرابات نفسية، مثل الأرق والقلق المزمن، فضلاً عن تأثيرها السلبي على البيئة والتوازن الطبيعي للحياة البرية.
الدراسات تؤكد أن التعرض المستمر لهذه الضوضاء يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، توجد استراتيجيات للتعامل مع هذه التأثيرات، مثل إعادة توجيه الانتباه، وتعزيز التضامن المعنوي، والاستفادة من الطبيعة لتهدئة الجهاز العصبي.
الطائرات بدون طيار ليست شراً بحد ذاتها، لكنها أداة تُستخدم بحسب نوايا البشر. وبينما نستمر في مواجهة تأثيراتها النفسية والبيئية، يبقى السؤال: هل يمكننا تطويع التكنولوجيا لخدمة الإنسانية بدلاً من أن تصبح أداة للقهر والخوف؟
رئيس التحرير / حسين عباس غزالة