في مشهد مصوّر تقشعر له الأبدان، ظهرت المواطنة اليمنية الأمريكية زينب الماوري لتكشف عن تفاصيل صادمة لمعاناتها في العاصمة صنعاء. في رواية تنسج خيوطها بين القهر الأسري والانتهاك المؤسسي، تقف قصتها اليوم شاهدًا على هشاشة العدالة في مناطق النزاع، وعلى معاناة نساء عالقات بين العنف الذكوري والصمت الرسمي.
هذه المقالة الاستقصائية تتعمق في خلفية القضية، وتحلل السياق الحقوقي والقانوني، في محاولة لفهم ما حدث بالفعل.
الفصل الأول: من هي زينب الماوري؟
زينب الماوري، مواطنة أمريكية من أصل يمني، كانت تعيش في صنعاء عندما بدأت فصول قصتها المؤلمة. بحسب روايتها التي ظهرت في فيديو نشرته قناة “سهيل”، تم احتجازها قسرًا من قبل ابن عمها، مراد عباد الماوري، داخل مصحّة نفسية لمدة ستة أشهر دون إذن قضائي، قبل أن تُجبر على توقيع تعهدات لإطلاق سراحها ثم تُعاد للاحتجاز المنزلي تحت رقابة نفس الجاني.
داخل جدران هذا “السجن المنزلي”، تقول زينب إنها تعرضت لشتى أنواع التعذيب: الضرب، التخويف، الاعتداء الجنسي، والعزلة التامة عن العالم.
الفصل الثاني: الهروب الكبير وصديقات خلف القضبان
ما أن سنحت لها الفرصة حتى فرت بمساعدة صديقاتها من صنعاء، وهي اليوم في الولايات المتحدة، تصف مكانها الجديد بأنه “وطن الأمان”. لكن فرارها لم يكن بلا ثمن.
تقول زينب إن صديقاتها، اللواتي قدمن لها يد العون، اعتقلتهن السلطات اليمنية ، بتهمة مساعدتها على الهروب. لا يعرف عددهن بدقة، ولا ما إذا كنّ ما زلن قيد الاعتقال. لكن المؤكد، بحسب زينب، أنهن لم يرتكبن أي جرم سوى التضامن الإنساني.
في رسالتها العلنية، تطالب زينب بالإفراج الفوري عنهن، وتؤكد أن المجرم الحقيقي هو ابن عمها، لا النساء اللواتي أنقذنها من براثنه.
الفصل الثالث: القانون صامت في مناطق السلاح
في مناطق سيطرة النزاعات وإنتشار السلاح، لا تتوفر الضمانات القانونية المستقلة التي يمكن أن تحمي ضحايا العنف الأسري أو تضمن الشفافية في الاحتجاز. بحسب تقارير صادرة عن منظمة سام للحقوق والحريات وهيومن رايتس ووتش، فإن الاعتقال بدون أوامر قضائية، وممارسات التعذيب، والعنف ضد النساء هي ظواهر مقلقة في اليمن عمومًا.
عدم صدور أي رد رسمي من السلطات اليمينية على ما جاء في تصريحات زينب، وعدم توفر أي قناة قانونية واضحة لتقديم الشكاوى، يضعنا أمام مشهد من الإفلات الكامل من العقاب.
الفصل الرابع: عندما تصبح النجاة جريمة
المفارقة المؤلمة أن النجاة، في قضية زينب، تحوّلت إلى تهمة بحق من ساعدوها. في بيئة تنعدم فيها الحماية القانونية للنساء، يُمكن بسهولة أن تنقلب أي محاولة للإنقاذ إلى فعل “إجرامي” في نظر السلطات، خصوصًا في ظل غياب السلطة القضائية المستقلة.
صديقات زينب قد يُواجهن مصيرًا مظلمًا إذا لم تتحرّك منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بالإفراج عنهن، ومتابعة الحالة الحقوقية لزينب.
صوتٌ في العراء… فهل من مجيب؟
قصة زينب الماوري ليست حالة فردية، بل مرآة لوضع عام تعاني منه نساء كثيرات في مناطق النزاع. ما حدث لها يجب ألا يُنسى. بل يجب أن يكون بداية لسلسلة تحقيقات صحفية وحقوقية تفتح ملفات العنف المنزلي، وسوء استخدام المصحات النفسية، والانتهاكات بحق النساء، والمعتقلين بدون محاكمة.
رواية زينب تطلب منّا شيئًا بسيطًا: أن نصغي… ثم نتحرّك.
ملاحظة فريق تحرير موقع المسمار: تم التواصل مع عدة منظمات حقوقية في اليمن، ولم يُسجّل بعد ردّ رسمي من الجهات المعنية أو من عائلة الطرف المتهم. فريق التحقيق على استعداد لتحديث المقال في حال توفر أي معلومات موثقة أو ردود قانونية.