تنطلق الدورة الحادية عشرة من مهرجان أيام الجاز المغاربي وكأنها نبض موسيقي يتدفق في شرايين الشتاء الباريسي، تضيء جناح الحبيب بورقيبة في دار تونس بالمدينة الجامعية الدولية بباريس يوم 7 شباط/فبراير الجاري.
يُفتتح المهرجان بتحية موسيقية دافئة إلى روح الفنان الراحل ياسر جرادي، الذي غادرنا في 12 أيار/مايو 2024، تاركًا خلفه ألحانًا تروي عشق الحياة. في هذا الحفل، يتحد الفنانون بروح الوفاء، تتقدمهم عبير نصراوي، لبنى نعمان، روضة عبد الله، إلياس غورابي، غسان فندري، إسكندر بن عبيد، منير الطرودي، علاء بن فقيرة، وسليم عبيد. كل صوت يحكي جزءًا من حكاية ياسر، وكل نغمة تتحدث عن زمن لم يمضِ حقًا، بل يسكن في الذاكرة.
على مدار ثلاثة أيام، سيعانق المهرجان روح المغاربيين بكل تفاصيلها. في اليوم الثاني، يصدح تراث القناوة الجزائري في فضاء المهرجان، حيث يتم تكريم الفنان حفيظ بيداري. مع إيقاعات الديوان التي تأخذك في رحلة عبر الزمن، ستتمازج أصوات القمبري، الغيتار، والعود، وكأنها حوار بين الماضي والحاضر.
ويأتي اليوم الثالث والأخير ليكون ذروة الروحانية الموسيقية، حين يعتلي منير الطرودي المسرح. في هذا المساء، تتداخل الإيقاعات الصوفية مع الجاز في انسجام ساحر، حيث تصحبك الموسيقى في رحلة حالمة بين عوالم الأكستيك والأكتريك، تتخللها ارتجالات تأسر القلب وتملأ الروح دهشةً وبهجة.
هنا، في قلب باريس، تتحول أيام الجاز المغاربي إلى لقاء حميمي بين الذاكرة واللحن، بين الحنين والانتماء، وكأن كل وتر يعزف حكاية عشق لا تنتهي.
فريق التحرير