في تطورات متسارعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، شهد جنوب لبنان سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، مما أثار تساؤلات حول أهداف هذه العمليات العسكرية وكيفية خرق الهدنة الهشة التي كانت قائمة بين الجانبين، وذلك تحت مرأى المجتمع الدولي والحكومات العالمية.
الخلفية: تصاعد التوترات
في وقت سابق من يوم السبت، أعلنت إسرائيل شنها هجمات على مواقع تابعة لـ”حزب الله” في لبنان، وذلك بعد ساعات من اعتراضها ثلاثة صواريخ أُطلقت من الأراضي اللبنانية. هذه التطورات جاءت في ظل أوضاع متوترة، حيث بدا أن وقف إطلاق النار الهش بين الجانبين على وشك الانهيار.
من جهته، نفى “حزب الله” أي علاقة له بإطلاق الصواريخ، بينما أعلن الجيش اللبناني عن اكتشاف ثلاث منصات صاروخية بدائية الصنع شمال نهر الليطاني، وقامت بتفكيكها على الفور.
الرد الإسرائيلي: تصعيد عسكري
ردًا على إطلاق الصواريخ، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أكد فيه أنه وجه الجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد ما وصفها بـ”أهداف إرهابية” في لبنان. وقال نتنياهو: “لن نسمح بأي مساس بمواطنينا وسيادتنا، وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان سلامة سكان الشمال”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل أنه قام بقصف عشرات منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، بالإضافة إلى مركز قيادة كان يستخدمه مسلحو الجماعة في جنوب لبنان.
الخسائر البشرية: ضحايا في لبنان
أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الغارات الإسرائيلية شملت مناطق واسعة في جنوب لبنان، بما في ذلك بلدات حدودية وتلال على عمق يصل إلى 8 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية. وأشارت الوكالة إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عشرات آخرين، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، لم ترد أي أنباء عن سقوط ضحايا في الجانب الإسرائيلي، مما يسلط الضوء على التفاوت في حجم الخسائر بين الطرفين.
أهداف الغارات: بين الردع والتصعيد
تأتي هذه الغارات في إطار سياسة الردع الإسرائيلية التي تهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى حزب الله والحكومة اللبنانية، مفادها أن إسرائيل لن تتهاون في الدفاع عن أمنها وسيادتها. ومع ذلك، فإن هذه العمليات تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على استقرار المنطقة، خاصة في ظل وجود قوات دولية تراقب الحدود بين البلدين.
خرق الهدنة: صمت دولي مريب
ما يلفت الانتباه في هذه التطورات هو الصمت الدولي النسبي تجاه خرق الهدنة الهشة التي كانت قائمة بين الجانبين. فبينما تدعي إسرائيل أنها تتصرف دفاعًا عن نفسها، فإن عدونها يعبر بوضوح عن اعمال اجرامية بحق المواطنين العزل المتواجدين في منازلها، باستخدام القوة المفرطة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في منطقة تشهد تاريخيًا توترات متكررة.
المستقبل: مخاوف من تصعيد أوسع
مع استمرار التصعيد العسكري، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه الاشتباكات إلى مواجهة أوسع قد تطال مناطق أخرى في لبنان، أو حتى تتسبب في تدخل أطراف إقليمية أخرى. وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الدبلوماسية الدولية من احتواء الأزمة؟
فريق التحرير