في عيد ميلادي، حملني الغرباءُ كتابًا
كُتبَ في ليلٍ بلا قمر
تصفّحتهُ الأيادي الباردةُ
فلم تجدْ غير دمعةٍ تتكور في زوايا السطور.
في يومٍ مضى،
عبرتني ريحٌ من صحارى الروح،
تركتني وحيدًا
بين بقايا سيادةٍ مهشمة
وكبرياءٍ هرمٍ
يقفُ على عكازةِ حلمٍ مستعار.
في عيد ميلادي،
كل ما تبقى:
صفحاتٌ صفراء
تقف خلف مشهدٍ بائس
كأنها بقايا وطنٍ
لم يعد يليقُ به أن يكون.
ستة وثلاثون عامًا
ستة وثلاثون خيبةً
ستة وثلاثون خنجرًا
تطعن ظهر العيد
وتترك في القلب
أشلاءَ أناشيدٍ
لم تعد تصدحُ في العيد.
يا عيد ميلادي:
كيف يكون العيدُ ميلادًا
إذا كان الوطنُ قبرًا؟
وكيف يغني المغنّون للنصر
في زمنٍ
تُسرقُ فيه الكلمات
من أفواه الأطفال
وتُباع الأحلام
في سوق الخيانة الرخيص؟
في عيد ميلادي،
أبحث عن وطنٍ
في قصاصةِ جريدةٍ
في أغنيةٍ مهجورة
في ذاكرةِ أمٍ تهمسُ:
كان لنا وطنٌ…
كان لنا قلبٌ…
كان لنا عيدٌ.”
لكن الآن
في زمنٍ التفاهة
لم يبقَ لي إلا هذا الكتاب
أقفُ به
خلف المشهد
أقرأه للعابرين
في جنازةِ الأمل.
وفي العيد الذي يُشبه النكبة
أطفئ شمعةَ ميلادي
وأنحني للصمت
علّه يكون
نافذة لقصيدة لم تكتب بعد!