في خطوة تعكس تشديد الإجراءات الأوروبية ضد خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، أعلن الخبير في الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب، جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات، عن إجراءات قانونية جديدة تستهدف سوريين مقيمين في عدة دول أوروبية، بينها ألمانيا وهولندا والنمسا. وجاءت هذه الإجراءات رداً على تحريض هؤلاء الأفراد ضد الطائفة العلوية في مناطق الساحل السوري عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الإجراءات القانونية
وفقاً لتصريحات جاسم محمد، التي أُذيعت عبر التلفزيون، بدأت السلطات الأوروبية بفحص الحسابات المشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي، حتى لو قام مستخدموها بحذف المنشورات التحريضية. وأكد أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسات مكافحة خطاب الكراهية التي تتبناها الحكومات الأوروبية، والتي تهدف إلى حماية الأقليات الدينية والعرقية من أي تحريض قد يؤدي إلى أعمال عنف أو تمييز.
وأضاف محمد أن العقوبات المحتملة ستتراوح بين السجن لسنوات والترحيل الفوري للأشخاص الذين لا يحملون الجنسية الأوروبية. كما أشار إلى أن الإجراءات تشمل فرض عقوبات مشددة على المدانين، مع احتمال حرمانهم من الحصول على الجنسية الأوروبية بشكل دائم.
خلفية الإجراءات
تأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوترات الطائفية في سوريا، والتي امتدت آثارها إلى الجاليات السورية في أوروبا. فقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لخطاب كراهية موجه ضد الطائفة العلوية، التي تشكل أقلية دينية في سوريا. ووفقاً لتقارير حقوقية، فإن هذا الخطاب التحريضي قد ساهم في تأجيج العنف الطائفي في مناطق مختلفة من البلاد.
ومن المعروف أن الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا وهولندا والنمسا، تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. ومع ذلك، فإن هذه الدول تتبنى سياسات صارمة ضد أي شكل من أشكال التحريض على الكراهية أو العنف، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية.
تداعيات الإجراءات
تعتبر هذه الإجراءات جزءاً من جهود أوروبا الأوسع لمكافحة التطرف وخطاب الكراهية، الذي يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن القومي والتماسك الاجتماعي. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوات إلى ردع الأفراد الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار التحريضية، كما أنها قد تشكل سابقة قانونية لملاحقة مستخدمي الإنترنت الذين ينتهكون قوانين مكافحة الكراهية.
من ناحية أخرى، قد تثير هذه الإجراءات جدلاً حول حرية التعبير وحدودها في الدول الأوروبية. ففي حين أن مكافحة خطاب الكراهية يُعد أمراً ضرورياً لحماية الأقليات، إلا أن بعض النشطاء قد يعتبرون أن هذه الإجراءات قد تُستخدم بشكل تعسفي لتقييد الحريات الفردية.
المصادر:
1. تقرير الأمم المتحدة حول خطاب الكراهية.
2. دراسة المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات.
3. تصريحات رسمية من وزارة الداخلية الألمانية.
فريق التحرير