في مشهد شعري جديد يزهر من رحم الجنوب اللبناني، أطلقت الشاعرة والفنانة التشكيلية فاطمة مصطفى أيوب ديوانها الأول بعنوان “دحنون”، الصادر عن اتحاد الكتّاب اللبنانيين، والذي يشكّل تجربة شعرية تتقاطع فيها الحروف مع الألوان، وتنساب فيها الأحاسيس بين طيات الذاكرة والهوية والانتماء.
يحمل الديوان، كما غلافه، مزيجًا بين الفن البصري والكلمة المكتوبة. فاللوحة التشكيلية التي تزين الغلاف الأمامي ليست مجرد زينة، بل امتداد بصريّ لمضمون القصائد، حيث تتجسد امرأة تنبت منها الزهور كأنها جذرٌ في أرض الحنين، ما يرمز إلى خصوبة الداخل الأنثوي وتمرد الإحساس في زمن القسوة.

شاعرة من الجنوب… ورسّامة للروح
وُلدت فاطمة أيوب في حاروف – جنوب لبنان، وهي شاعرة وفنانة تشكيلية تحمل في جعبتها ماجستير في اللغة العربية وآدابها، إلى جانب تجربتها التعليمية في تدريس مادة الرسم. وقد عُرفت بنشاطها الثقافي والإنساني، حيث تشغل عضوية في جمعية الخلق للخدمة الإنسانية، ما يضيف إلى صوتها الشعري بعدًا إنسانيًا عميقًا.
تتويج لمسيرة من التميّز
لم يكن صدور “دحنون” صدفة، بل تتويجًا لمسيرة أدبية حافلة بالتكريم. فقد حصدت الشاعرة عدة جوائز أدبية مرموقة، من بينها:
- جائزة أفضل إلقاء من اتحاد الكتّاب اللبنانيين
- جائزة أفضل ديوان
- جوائز أدبية في لبنان والعراق، من ضمنها جائزة المراقب العراقي وغيرها.
عن “دحنون”… قصائد تنبت من وجع الأرض
اختارت الشاعرة عنوانًا ذا دلالات رمزية عميقة: “دحنون”، الزهرة التي تنبت في الأرض القاسية، رمزًا للجرح والحنين، ومجازًا للأنوثة المقاومة. يحمل العنوان وحده وعودًا بقصائد تحكي عن الحب، الوطن، الذات، والحياة، بلغة مشبعة بالرمزية والإحساس العميق.

تكامل الصورة والكلمة
الغلاف الفني الذي رسمته الشاعرة بنفسها، يجسد التكامل بين الكلمة والصورة، حيث تظهر امرأة مغمضة العينين، يتسلل من جسدها ما يشبه الأغصان، في تشابك بين الجسد والطبيعة. هذه الصورة ليست مجرد لوحة، بل امتداد لروح القصائد التي تستنطق الألم والرجاء والحب المقموع.
ختامًا، فإن “دحنون” ليس مجرد ديوان شعري، بل تجربة متكاملة تعكس رؤية فنية وإنسانية أصيلة، تعبّر عن هوية أنثوية متجذّرة في الأرض والكلمة. إنه بداية واعدة لصوت شعري يُتوقع له أن يواصل التألق في سماء الأدب العربي.