في سعيها لتعزيز مكانتها كقوة فضائية عالمية، أطلقت الصين 263 قمرًا صناعيًا في المدار الأرضي المنخفض (LEO) خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي يعكس طموحاتها التكنولوجية والعسكرية. هذه الخطوة تأتي في إطار منافسة شرسة مع شبكة “ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك، والتي تواجه تحديات متزايدة من منافسين مدعومين من دول، بما في ذلك الصين وخدمة “Project Kuiper” الممولة من قبل جيف بيزوس عبر أمازون.
منافسة عالمية في مجال الأقمار الصناعية
شبكة “ستارلينك”، التي أطلقت منذ عام 2020، تمتلك حاليًا ما يقارب 7000 قمر صناعي في المدار الأرضي المنخفض، مع خطط لتوسيع هذا العدد إلى 42 ألف قمر بحلول نهاية العقد. ومع ذلك، بدأت الصين تفرض نفسها كمنافس قوي عبر مشاريع طموحة مثل “سبيس سيل” (SpaceSail)، وهي شركة مدعومة من الحكومة الصينية ومقرها شنغهاي.
“سبيس سيل” أعلنت عن خططها لإطلاق 648 قمرًا صناعيًا هذا العام، مع هدف طويل الأمد يتمثل في نشر ما يصل إلى 15 ألف قمر صناعي بحلول عام 2030. هذه الأقمار ستكون جزءًا من كوكبة “تشيانفان” (ألف شراع)، التي تمثل أول محاولة صينية جادة لدخول سوق النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية على المستوى الدولي.
خطط صينية طموحة
تخطط الصين لإطلاق ما يصل إلى 43 ألف قمر صناعي في العقود المقبلة، مع استثمارات كبيرة في تطوير صواريخ قادرة على حمل أقمار صناعية متعددة. هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز القدرات الفضائية الصينية، سواء لأغراض مدنية أو عسكرية.
وفقًا لعالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، فإن الصين تسعى إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز سيادتها التكنولوجية. كما أن الحكومة الصينية تدعم الأبحاث العسكرية المتعلقة بتتبع مجموعات الأقمار الصناعية، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالأمن الفضائي.
تحديات “ستارلينك” وفرص المنافسين
في الوقت الذي تواصل فيه “ستارلينك” توسيع نطاق تغطيتها، تواجه الشبكة تحديات من منافسين مثل “سبيس سيل” و”Project Kuiper”. وقد بدأت “سبيس سيل” عملياتها في كازاخستان وتجري محادثات مع أكثر من 30 دولة، بما في ذلك البرازيل، حيث تتنافس أيضًا مع خدمات الإنترنت التابعة لشركة Telesat الكندية.
ورغم أن البنية التحتية للشبكة الأرضية في الصين متطورة بما يكفي لتلبية احتياجات الإنترنت المحلية، إلا أن الأقمار الصناعية يمكن أن توفر اتصالًا عالي السرعة للمناطق النائية في العالم، وهو هدف لم تحققه “ستارلينك” بالكامل بعد.
فريق التحرير