في يناير/كانون الثاني 2025، تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل أكبر من المتوقع، إذ أضاف الاقتصاد الأميركي 143 ألف وظيفة فقط، مقارنة بتوقعات اقتصادية تشير إلى زيادة تقدر بـ 170 ألف وظيفة. هذا التباطؤ جاء نتيجة لعوامل خارجة عن السيطرة مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا والطقس البارد الذي عمّ العديد من الولايات.
على الرغم من هذا التباطؤ، ظل معدل البطالة في البلاد ثابتًا عند 4%، وهو ما قد يُعد مؤشرًا إيجابيًا على قوة سوق العمل الأميركية، ما يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في موقف حرج بشأن اتخاذ قرارات خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. من المحتمل أن يُؤجل البنك المركزي الأميركي هذه الخطوة حتى يونيو/حزيران المقبل، حيث يسعى إلى التوازن بين دعم النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم.
وفي الوقت نفسه، شهد الدولار الأميركي ارتفاعًا ملحوظًا بعد صدور بيانات التوظيف. حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.204% ليصل إلى 107.88 نقاط. وحقق الدولار مكاسب أخرى مقابل الين الياباني، مرتفعًا بنسبة 0.27% ليصل إلى 151.9 يناً، بعد تراجعه إلى أقل من 151 يناً في وقت سابق من الأسبوع.
في أسواق الأسهم، ظلت المؤشرات الأميركية الرئيسية شبه ثابتة عند افتتاح التعاملات. وقد تراجع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بنسبة 0.01%، بينما انخفض مؤشر “ناسداك” بنحو 0.09%. ويعكس هذا التراجع الحذر السائد بين المستثمرين في ضوء البيانات الأخيرة، مما يزيد من توقعات أن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر حذرًا في الفترة القادمة.
بينما لا يزال الاقتصاد الأميركي يظهر علامات على مرونة، يشير تباطؤ نمو الوظائف إلى تحديات قد تواجهها الحكومة الفيدرالية في مساعيها لتحقيق استقرار اقتصادي على المدى الطويل.
فريق التحرير