سأعود كما بدأت حافياََ
لا نياشين ولا أوسمة ولا جوائز عربية
أو أجنبية
ليس سوى نباح الصمت
وعواء قصيدة النثر
لا يرافقني موكب حكومي
ولا دراجات نارية
لن يضحك عند استقبالي سوى النعش
ألقي عصا اللامبالاة مودعاََ شمس المغيب
لا حاجة إلى كأس عصير
أو إلقاء خطبة حماسية
ما ضاع قد ضاع لن يستدر مني الشفقة
لن أقطع بالسكين أصابع لهفتي
لن تنفجر حوصلتي تحسراََ أو تفجعاََ وندماََ
لن أعاتب الدنيا التي لم تغرني يوماََ ما
ظهر عزيمتي لم يتقوس البتة
لم أركض خلف المال والألقاب
ركض السباع
لعل حاسة الشم لدي لم تخلق
لتتبع رائحة المال والثراء!
لماذا لم يكن لي أنف الكلب السلوقي؟!
لكم غضضت الطرف كلما لمحت
ساقي الحياة عاريتين حياءََ وعفة!
لم أنم مغتماََ مدحوراََ لأنني لم أربح
ورقة يانصيب
أو لأنني نمت خاوي البطن
الويل لي!
تلعنني الأسماك والطيور التي اصطدتها
تحايلاََ وخداعاََ!!
تلعنني كل شجرة قضيت حاجتي تحتها!
لم يستجب ندائي لا البرق ولا الرعد
ولا أبناء جلدتي
ليس الجرم جرمي إذا خرجت عن طوري
أأنا وهذا العالم على طرفي نقيض؟
إذا أيسرت أيمن وإذا أيمنت أيسر
مسكين قلبي كم أبلى من حذاء
وهو يعدو لاهثاََ في صدري!!
لماذا تلاحقني اللعنات أينما فررت..
أو خبأت وجهي؟
هل من حماقة ارتكبتها عمداََ أو سهواََ؟
لم أقعد للناس كإبليس بكل سبيل وصراط
لم أحصبهم وهم مستغرقون في الصلاة
لم أنصب لهم المصايد عند كل مفترق
يا لذلي وهواني!
لم أستطع التعاقد مع أي شيطان
ليلهمني الشعر!
فمن أين لي بلسان ذرب غير لساني؟!
بقلم الشاعر / محمد زينو شومان