تحت زخات المطر الحارقة على أطلال البيوت المهدمة، يتسلل صوت الشباب إلى شقوق الجدران، يقرع طبول الحياة في صدر الألم. هناك، حيث يلتقي الغبار بالدمع، ينبض القلب بإيقاع الإبداع، فلا يعترف بالخراب ولا يستسلم للحرب. أبناء جنوب لبنان يرسمون بالألم أروع لوحات الأمل، وكأن كل شظية من الحطام تتحول إلى حبر ينقش على صفحة الزمان إصرارهم على الحياة.
في الرابعة والعشرين من عمرها، ترسّم ريم شلهوب تجاربها الكتابية بخطى واثقة، حاملةً شهادةً في الترجمة أسهمت في إثراء نصوصها بلمسة لغوية مزدوجة. صدرت لها حتى الآن أربع مؤلفات تنوّعت بين الشعر والنثر والرواية، منها عمل روائي اعتمدت فيه على إدراج مقاطع عربية وإنجليزية بالتوازي، في تجربة تهدف إلى توسيع نطاق تواصلها مع القارئ وإثبات أنّ المشاعر تتجاوز الحواجز اللغوية.
تتسم كتابات ريم بحسٍّ مرهف يتعامل مع مفردات الألم والدمار كخامات أولية تُصهرها إلى نصوص تُنطِق الحزن والأمل معاً. تستثمر تجربتها في الترجمة لتمنح نصوصها بعداً سياقياً دولياً، دون أن تتخلى عن جذورها أو واقعها المعيش، ملتزمةً بلغةٍ مباشرة تسعى إلى الوصول سريعاً إلى وجد القارئ.
تركز ريم في أعمالها على فكرة أن الإبداع لا يتطلب بيئة مثالية، بل ينبع من القلب حتى في أصعب الظروف. من خلال توظيفها للغة كأداة مقاومة، تقدّم نموذجاً لشابةٍ ترفض الاستسلام أمام الخراب، وتبرهن أن الكلمة قادرة على بناء مساحات أمل جديدة، مهما بدا الواقع قاتماً.