ماذا لو لم يُقهر العباد بالموت؟ ماذا لو سرنا جميعًا في طريق الخلود؟
أسئلة عديدة تجعلنا نبحث في أهمية الموت وحتمية وجوده. بدء خلق آدم إلى اليوم لم يمت بشري، هل ستستوعب الأرض كل هذا الاكتظاظ السكاني؟ وهل هواء الأرض ومياهها ومواردها الغذائية ستكون كافية؟ بدء خلق آدم إلى اليوم لم يمت بشري، هل ستستوعب الأرض كل هذا الاكتظاظ السكاني؟ وهل هواء الأرض ومياهها ومواردها الغذائية ستكون كافية؟ لا يمكننا إنكار القدرة الاستيعابيّة لكوكبنا الأرض والتي تصل بقصوتها إلى ١٠ مليارات نسمة بحسب اعتقاد العديد من العلماء، فمن المُسلَّم أن تركيبة الأرض مؤهلة لتتحمّل عددًا معيّنًا من البشر ولديها قدرة قصوى لإنتاج كفاف الإنسان.
من هنا يرى الفيلسوف والباحث السكاني والاقتصادي البريطاني توماس مالتوس أن تكاثر سكّان الكوكب بشكلٍ جامح سيؤدّي إلى التهام جميع موارده والموت في مجاعة جماعيّة. ويصف مؤرِّخ الطبيعة السير ديفيد أتينبورو الحشود البشريّة بالطاعون على الأرض، فالزيادة السكانيّة هي السبب المباشر في المشاكل الطبيعية من تغيير المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي والإجهاد المائي والصراعات على الأرض.
ويشير العديد من الباحثين أن هناك عوامل بيئية تحد من القدرة الإستيعابيّة للأرض مثل دورة النيتروجين والكميّات المتاحة من الفوسفور وتركيزات الكربون في الغلاف الجوّي. وقد ورد في كتاب “مستقبل الحياة” لعالم الأحياء الإجتماعيّة البارز في جامعة هارفارد ادوارد ويلسون بأنّه إذا وافق الجميع على أن يصبحوا نباتيين ولم يتركوا سوى القليل للماشية فإن ٣،٥ مليارات فدان من الأراضي الحاليّة الصالحة للزراعة ستكفي لحوالي ١٠ مليارات شخص. ففي نظره ١٠ مليارات شخص هو الحد الأقصى للسكّان الذي يمكن أن تتحمّل الكرة الأرضيّة إطعامهم. هذا البحث العلمي يجعلنا نُدرك أهميّة الموت في استمرار الوجود بعيدًا عن العواطف والأحاسيس البشرية، ففي الأشياء المؤلمة أيضًا حكمةٌ لا نلتفت غالبًا إليها.
فضلاً عن الإعتقاد السائد لدى جميع الأديان بأن هذه الحياة هي دار فناء وأن خلود الإنسان يكون في حياته الأخرى، حياته ما بعد الموت. لا شكّ أن الموت موجعٌ وعلى الأغلب للأحياء فقط، فيخلّف وراءه جميع مرادفات الحزن والأسى، فنتمنّى أن الذين نحبهم لا يغيبون ولا يموتون. لكن لو تخلينا عن أنانيتنا للحظة سندرك أن في فلسفة الدنيا الموت رحمةٌ وكرمٌ من الخالق فلا تزدحم الأنفس والأجساد وتفقد الحياة محورها السامي الأساسي.