مع انتهاء فصل الشتاء، تبدأ آثار البرودة ونقص أشعة الشمس في الظهور على صحة الإنسان، خاصةً من ناحية المناعة والطاقة. فخلال هذا الفصل، يعاني كثير من الناس من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، ما يدفعهم للاعتماد على مكملات مثل فيتامين C بهدف تعزيز جهاز المناعة. ومع ذلك، فإن الجسم بحاجة إلى أكثر من مجرد فيتامين واحد ليعود إلى توازنه الطبيعي.
تؤكد خبيرة التغذية حوراء فقيه أن الشتاء لا يستنزف طاقة الإنسان فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى نقص في عدد من العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. ومع اقتراب فصل الربيع، يصبح من المهم التركيز على إعادة تزويد الجسم بالعناصر الأساسية التي فقدها.
فيتامين D: ضوء الشمس المفقود
أحد أبرز الفيتامينات التي يتراجع مستواها خلال فصل الشتاء هو فيتامين D، نتيجة لقلة التعرض لأشعة الشمس. ويمكن تعويض هذا النقص من خلال تناول أطعمة مثل الأسماك الدهنية (كالسلمون والماكريل)، البيض، ومنتجات الألبان. هذا الفيتامين لا يساهم فقط في تعزيز المناعة، بل يلعب دورًا أساسيًا في تحسين الحالة النفسية والمزاج العام.
فيتامين B12 والطاقة العصبية
كذلك، يظهر النقص في فيتامين B12 بشكل واضح بعد موسم الشتاء، خاصة لدى من لا يتناولون اللحوم بشكل كافٍ. وتكمن أهمية هذا الفيتامين في دوره الحيوي في تكوين خلايا الدم الحمراء ودعم الجهاز العصبي. من أفضل مصادره الغذائية: الكبد، الأسماك البحرية، الأعشاب البحرية، والبيض.
مضادات الأكسدة: دفاع الجسم الطبيعي
الممارسات اليومية والعادات السيئة مثل التدخين، التوتر، وسوء التغذية تؤدي إلى تدمير خلايا الجسم، حتى في وجود مضادات الأكسدة. لذلك، توصي الخبيرة بأهمية العناية بالموقف الداخلي للفرد، أي التفكير الإيجابي والهدوء النفسي، كعامل رئيسي في دعم الصحة العامة.
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل لحم الديك الرومي، الغني بالزنك ومجموعة فيتامينات B، يمكن أن تكون خيارًا جيدًا خلال هذه المرحلة الانتقالية. كما يُنصح بتناول الجوز البرازيلي لاحتوائه على السيلينيوم، أحد العناصر المهمة لتقوية المناعة.
الكالسيوم والهدوء العقلي
أما الكالسيوم، فهو لا يُستثنى من النقص بعد الشتاء، ويمكن تعويضه بطرق طبيعية مثل تناول بذور السمسم، التي تحتوي أيضاً على مادة “إينوزيتول”، وهي مركب طبيعي يساعد في تحسين الحالة النفسية والحد من التوتر والعصبية.
نصائح إضافية لما بعد الشتاء
- احرص على شرب كميات كافية من المياه لتعزيز طرد السموم وتنشيط الدورة الدموية.
- حافظ على نمط نوم منتظم وكافٍ لدعم عملية التعافي الجسدي والعقلي.
- تبنَّ نظاماً غذائياً متوازناً ومتنوعاً، واجعل وجباتك تحتوي على الفيتامينات والمعادن الطبيعية بدلاً من الاعتماد المفرط على المكملات.
في النهاية، فإن الخروج من فصل الشتاء بسلام وصحة جيدة لا يتطلب فقط دعم الجسم بالمغذيات، بل يشمل أيضاً العناية بالعقل والنفس، والتخلص من العادات التي تضعف مناعتنا من الداخل.