صدر حديثاً عن دار المدى كتاب جديد للشاعر والكاتب اللبناني شوقي بزيع بعنوان “المبدعون عشاقاً”، ليشكّل إضافة جديدة في مسيرته الأدبية الغنية، التي تمتد لعقود في مجالي الشعر والنثر.
محتوى الكتاب: تأملات في الحب والإبداع
يستعرض بزيع في هذا العمل تأملاته في تجارب مبدعين عاشوا الحب بصيغته المثالية أو المستحيلة، دون أن يستطيعوا الارتباط بمن أحبوا.
الحب هنا ليس مجرّد شعور، بل قيمة أخلاقية ومعنوية تمنح العلاقة بين المبدع والآخر مشروعيتها، وتصبح أرضًا خصبة للإبداع.
في تقديم دار المدى للكتاب على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، جاء هذا المقطع اللافت:
“نادراً ما يتأتى للمحب أن يرى المحبوب كائناً طبيعياً له هناته وسقطاته… بل هو دائماً في مرتبة أعلى من الآخرين، ومن العاشق نفسه على نحو مؤكد. فالحب ينزهه عن كل خطأ أو خطيئة، ويضعه داخل إطار أيقوني.”
هذه النظرة الأيقونية للمحبوب تدفع نحو فهم الحب كمفهوم أكثر منه واقعًا ملموسًا، وتُبرز كيف أن الخيال والعاطفة يشكلان أحيانًا بديلاً عن الحياة الواقعية.
تساؤلات جوهرية: الحب والإبداع في مرآة الأدب
يطرح شوقي بزيع من خلال هذا العمل مجموعة من الأسئلة الفلسفية التي تدعو للتأمل والنقاش، ومنها:
- هل المبدعون أكثر براعة في الحب بسبب قدرتهم التعبيرية واللغوية؟
- هل الحب هو الفردوس الرمزي للمبدعين، أم جحيمٌ خفي يدفعهم للكتابة؟
- هل يتحوّل الحب إلى دافع إبداعي أم إلى جرح دائم يتجدد في النصوص؟
هذه التساؤلات تكشف عن منظور وجودي وفني، يُظهر كيف يمكن للعاطفة أن تتقاطع مع الفن لتنتج رؤية إنسانية معقّدة وعميقة.
بزيع بين الماضي والحاضر: مؤلفات أدبية ثرية
يأتي هذا الإصدار ليُضاف إلى سلسلة من الأعمال البارزة في مسيرة بزيع، ومنها:
- ملكوت العزلة
- فراشات لابتسامة بوذا
- الحياة كما لم تحدث
وتُظهر هذه الأعمال، مثل كتابه الجديد، اهتمام بزيع العميق بالتجربة الإنسانية، والأسئلة الوجودية، والحالات الشعورية التي يعيشها الإنسان في عزلته وانفتاحه على الآخر.
جوائز وتقديرات لمسيرة أدبية استثنائية
حاز شوقي بزيع عدة جوائز مرموقة تقديراً لإسهاماته الأدبية، من أبرزها:
- جائزة شاعر عكاظ عام 2010
- جائزة العويس الثقافية عام 2015
وهما يؤكدان مكانته كواحد من أهم الأصوات الشعرية والنثرية في المشهد الثقافي العربي المعاصر.
رؤية جديدة للحب في مرآة الإبداع
يقدّم كتاب “المبدعون عشاقاً” محاولة تأملية عميقة ومختلفة لفهم الحب ليس كمجرد تجربة إنسانية، بل كحالة إبداعية قائمة بذاتها.
في هذا العمل، لا يفصل بزيع بين المشاعر الشخصية والفكرية، بل يرى أن العاطفة، حين تلتقي بالإبداع، تتحول إلى نوع من الفلسفة الجمالية التي تُنتج فنًا يعكس العمق الداخلي للمبدع.