تحوّل مشروب “المتّة”، الذي لطالما ارتبط بالثقافة الشعبية في أميركا الجنوبية، إلى عنصر أساسي في أحاديث المهتمين بالصحة وخسارة الوزن حول العالم. فما بين فوائده المنبّهة ومساهمته في تحفيز عملية التمثيل الغذائي، يصفه البعض اليوم بـ”البديل الطبيعي لأدوية فقدان الوزن”، بل ويذهب البعض إلى حد مقارنته بأدوية شهيرة مثل “أوزيمبيك”.
أكثر من مجرد مشروب عشبي
تُستخلص “المتّة” من أوراق شجرة “اليربا متة” التي تنمو في بعض بلدان أميركا الجنوبية، وتُعرف بنكهتها المرة ورائحتها الترابية، لكنها تحمل في طياتها فوائد صحية تتجاوز مجرد كونها مشروباً منعشاً.
ووفقاً لتقارير حديثة نُشرت في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن مشروب المتّة يساهم في إنقاص الوزن عبر ثلاث آليات أساسية: تقليل الشهية، تسريع حرق السعرات الحرارية، وتعزيز فعالية الأعشاب الأخرى المساعدة على التنحيف، خاصة عند تناوله ضمن نظام غذائي متكامل.
نجوم هوليوود يعززون شعبيتها
شهدت المتة رواجاً ملحوظاً بين المشاهير العالميين، ومنهم الممثل جايسون موموا والمغنية شاكيرا، والنجمة غوينيث بالترو، الذين يحرصون على تناولها بانتظام كجزء من روتينهم الصحي. ويعتبر كثيرون أن المتة لا توفر فقط الطاقة واليقظة بفضل محتواها من الكافيين، بل تلعب دوراً فاعلاً في دعم الأيض، وتعزيز الأداء البدني، وتحسين الهضم.
نتائج علمية مشجعة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن المتة تحمل خصائص مضادة للسمنة. ففي دراسة أجريت في كوريا الجنوبية، وُجد أن المشاركين الذين تناولوا مكمّلات مستخلصة من المتة على مدار ثلاثة أشهر فقدوا ما يقارب ثلث وزنهم. ويُعزى هذا التأثير، وفق الباحثين، إلى مركبات فعالة داخل النبتة تساعد على تفعيل إنزيمات مسؤولة عن حرق الدهون وتكسيرها.
ويعلّق الدكتور دواين ميلور، اختصاصي التغذية في جامعة أستون البريطانية، قائلاً: “الكافيين الموجود في المتة يرفع مستويات الأدرينالين في الجسم، ما يساهم في تحلّل الأنسجة الدهنية واستخدامها كمصدر للطاقة، خاصة خلال ممارسة التمارين الرياضية”.
ويضيف: “دراسة أخرى أثبتت أن تناول 1000 ملغ من المتة التي تحتوي على نحو 1.5% من الكافيين قبل التمارين ساعد في تعزيز عملية التمثيل الغذائي للدهون، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت التأثيرات تعود للمشروب بحد ذاته أو للكافيين فقط”.
ما وراء الكافيين: خصائص أخرى فعالة
تحتوي المتة على مجموعة من المركبات مثل الزانثينات والفينولات، والتي تعمل بآليات مزدوجة: تحفّز تكسير الدهون، وتحسن وظيفة الإنزيمات المسؤولة عن تنظيم الأيض. كما أنها غنية بمضادات الأكسدة والمركبات المضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تسهم في حماية الخلايا وتعزيز الصحة العامة.
تحذير علمي: لا تعتمدوا عليها وحدها
ورغم هذه الفوائد المذهلة، يحذر الخبراء من اعتبار المتة حلاً سحرياً لإنقاص الوزن. إذ يشدد الدكتور ميلور على أن “النظام الغذائي المتوازن، والتمارين المنتظمة، يبقيان حجر الأساس لأي خطة صحية مستدامة. فالمتة قد تكون عاملاً مساعداً، لكنها لا تغني عن الأساسيات”.
“المتّة” لم تعد مجرد مشروب تقليدي تتداوله الشعوب اللاتينية، بل باتت جزءاً من حوار عالمي حول الصحة والعافية. ومع استمرار الأبحاث والدراسات، يبدو أنها في طريقها لتصبح واحدة من أبرز المشروبات التي تستحق مكانها في أي نظام غذائي صحي.