في عالم مليء بالتحديات والضغوط، هناك دائمًا أشخاص يملكون القدرة على تحويل المعاناة إلى أمل والجمال إلى مقاومة. مهى الزين، الفنانة الشابة التي بدأت مشوارها الفني من دون أي تدريب أكاديمي، تعد مثالًا حيًا على أن الإبداع لا يحتاج إلى حدود أكاديمية ليزهر، بل يحتاج فقط إلى شغف وصدق داخلي.
مهى الفتاة الجنوبية، نشأت في العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التي تحمل في شوارعها وقلوب أهلها حكايات طويلة من الحب والحرية. لوحاتها لم تكن ألوان على ورق بل مزيج رائع من الذكريات التي تراكمت في ذهنها، واللحظات التي صنعت شخصيتها اليوم. كان الرسم بالنسبة لها أكثر من مجرد هواية؛ كان أسلوب حياة وطريقة للتعبير عن العواطف التي كانت تتنقل داخلها.
وعلى الرغم من أنها لم تدرس الفن بشكل أكاديمي أو تأخذ دورات تدريبية متخصصة، إلا أن مهى استطاعت أن تصقل مهاراتها وتنميها عبر التجربة والممارسة. بالنسبة لها، كان الفن دائمًا يتعلق بالتعبير عن الذات، وليس عن اتباع قواعد أكاديمية. ولعل هذا هو ما يميز أسلوبها، فهو نابع من القلب، ومليء بالعواطف الحقيقية التي تعكس حالة المجتمع والإنسان في مواجهة التحديات.
ما يميز أعمال مهى هو المزيج الفريد الذي تقدمه: كل لوحة هي حكاية تروي معاناة، مقاومة، صمود، وحب. من خلال ألوانها وخطوطها، تروي قصصًا عن الفرح في الأوقات الصعبة، وعن الأمل في وسط المعاناة. كل عمل فني يعكس جزءًا من حياتها الشخصية، وجزءًا من تاريخ بلدها الذي يتسم بالعراقة والتحدي.
لم يكن الطريق سهلاً بالنسبة لمهى الزين. لكن على الرغم من التحديات، استطاعت أن تجد لنفسها مكانًا في عالم الفن. هذا العالم الذي يتطلب ليس فقط الموهبة، ولكن القدرة على التميز والإبداع. استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا، حيث بلغ عدد طلباتها الفنية أكثر من 800 طلب، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا لفنانة شابة لم تدرس الفن بشكل أكاديمي.
ما يميز مهى أيضًا هو أنها لا ترى الفن مجرد وسيلة للربح أو الشهرة، بل هي ترى فيه وسيلة للتواصل مع الآخرين، للحديث عن الأحاسيس والمشاعر التي قد تكون صعبة التعبير بالكلمات. إنها تؤمن أن الفن يمكن أن يكون أداة للسلام الداخلي، وأن اللوحة ليست مجرد شكل، بل هي مرآة للروح.
وفي حديثها عن رؤيتها للفن، قالت مهى: “الفن هو تعبير عن الذات، ووسيلة للتواصل مع العالم من حولنا. عندما أضع فرشاتي على اللوحة، لا أتعامل مع الألوان والخطوط بشكل تقني فقط، بل أستشعر كل لحظة وأعيشها من جديد. كل لوحة هي جزء مني، من تجربتي وحياتي”.
مهى الزين ليست مجرد فنانة شابة، بل هي رمز للأمل في عالم مليء بالصعوبات. استطاعت أن تبرهن أن الفن ليس بحاجة إلى قواعد أكاديمية ليزدهر، بل يحتاج إلى شغف داخلي، وقلب مليء بالألوان. ومن خلال لوحاتها، تروي مهى الزين قصصًا من الحب، الأمل، والمقاومة التي تملأ حياتنا وتثبت أن الجمال يمكن أن يخرج من أصعب الظروف.