في لبنان، حيث تتشابك الأحداث السياسية والاجتماعية بشكلٍ معقد، يضع حزب الله لمساته الأخيرة لمراسم تشييع امينه العام، الشهيد السيد حسن نصرالله، وخليفته الشهيد السيد هاشم صفي الدين. إذ يُعتبر هذا الحدث ذا أهمية تاريخية، حيث يُتوقع أن يجذب اهتمامًا محليًا ودوليًا واسعًا. تحت شعار “إنَّا على العهد”، ستُقام المراسم في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، وستجمع بين مظاهر الحزن والاحتفاء بإرث الرجلين، مع التركيز على استمرارية مسيرة النضال التي قادها الحزب.
ستستمر مراسم التشييع داخل الساحة الرياضية لمدة 65 دقيقة، تتضمن كلمة للأمين العام الحالي، الشيخ نعيم قاسم، تليها صلاة الجنازة. بعد ذلك، سيتم نقل نعشي الرجلين بمركبات مخصصة إلى مواقع دفنهما، حيث سيُدفن السيد نصرالله في منطقة طريق المطار، بينما سيُدفن السيد صفي الدين في اليوم التالي في بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان.
ومن المتوقع أن تشهد المراسم مشاركة وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، مما يعكس التأثير الواسع الذي كان لسماحة السيد حسن نصرالله على المستوى الدولي. هذه المشاركة ليست مجرد حضور شكلي، بل تعبير عن تضامن مع القضايا التي ناضل من أجلها الرجلان.
ولضمان نجاح المراسم، شكل حزب الله لجنة عليا تضم عشر لجان فرعية، تغطي الجوانب اللوجستية والإعلامية والتنظيمية. تشمل هذه اللجان مشاركة ما لا يقل عن 20 ألف شخص من مختلف التخصصات، مما يعكس الجهد الكبير المبذول لتنظيم هذا الحدث التاريخي. ومن بين اللجان البارزة، لجنة “التوثيق والأرشفة”، التي ستسجل تفاصيل المراسم بدقة، ولجنة “العلاقات الدولية والوفود الرسمية”، التي ستتولى استقبال الوفود القادمة من مختلف أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس مركز إعلامي متخصص لتوفير تغطية شاملة للحدث. سيقدم المركز خدمات صحافية للصحفيين المحليين والدوليين، بما في ذلك المواد الأرشيفية والمعدات اللازمة للتغطية. كما ستُجرى جولات ميدانية للصحفيين لمراقبة التحضيرات وزيارة المواقع المرتبطة بالحدث، مما يُضفي بعدًا إنسانيًا على التغطية الإعلامية.
مراسم التشييع ليست مجرد وداع لرجلين، بل هي تأكيد على استمرارية مسيرة النضال والمقاومة التي قادها الحزب. في هذا اليوم، سيجتمع اللبنانيون والعرب والعالم لتوديع رمزين من رموز المقاومة والنضال ونصرة الحق، ولتجديد العهد بأن المسيرة ستستمر. رغم التحديات التي يواجهها لبنان، يبقى هذا البلد رمزًا للعزة والكرامة في نظر مؤيديه.