في خطوة علمية متقدمة، أعلنت إيران عن تطوير دواء إشعاعي مبتكر قادر على تشخيص 30 نوعاً مختلفاً من السرطان بدقة عالية، وهو ما يعدّ إنجازاً طبياً لافتاً يجعلها بين عدد محدود جداً من الدول التي تمتلك هذه التقنية.
وخلال فعالية “اليوم الوطني للتقنية النووية”، كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن هذا الدواء يشكّل ثمرة جهود بحثية وعلمية طويلة، مشيراً إلى أن ما تنتجه المنظمة لم يعد مجرد دراسات أكاديمية، بل تطبيقات عملية تدخل مباشرة في خدمة المرضى والمجتمع.
دقة التشخيص وأمان العلاج
وأوضح إسلامي أن أحد الأهداف الأساسية لهذه الأدوية هو تعزيز دقة التشخيص، بحيث يتمكن الأطباء من رصد الخلايا السرطانية بوضوح، ما يسهم في تقديم علاج أكثر فاعلية، مع الحدّ من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة.
وأضاف أن المنظمة تركّز حالياً على إنتاج أدوية ذات فعالية علاجية عالية، ضمن توجه علمي يجمع بين الدقة الطبية والحد الأدنى من الآثار الجانبية.
البلازما في خدمة مرضى السكري
وفي تطوّر لافت، أشار إسلامي إلى استخدام تكنولوجيا البلازما المتقدمة في علاج الجروح الناتجة عن مرض السكري، مؤكداً افتتاح خمس عيادات متخصصة جديدة في أنحاء مختلفة من البلاد. كما أكد أن هذه التقنية أثبتت نجاحها أيضاً في علاج بعض أنواع السرطان، وساهمت في إنقاذ حياة مرضى كانوا في مراحل متأخرة من المرض.
الطاقة النووية: كهرباء وصحة وزراعة
على صعيد إنتاج الطاقة، أشار إلى أن محطة بوشهر النووية تولّد حالياً 1000 ميغاواط، وقدّمت أكثر من 72 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء حتى اليوم، ما يعكس قدرة إيران على دمج الطاقة النووية في مشاريع استراتيجية تخدم البنية التحتية الوطنية.
كما لفت إلى أن التقنية النووية بدأت تُستخدم في تعقيم المنتجات الزراعية وإطالة صلاحيتها، عبر مراكز إشعاعية متخصصة تُعالج ما يصل إلى 500 ألف طن سنوياً، في مسعى لتقليل الفاقد وتحقيق الأمن الغذائي.
صادرات واعدة
أعلن إسلامي أن أكثر من 30 دولة أبدت اهتمامها باستيراد المنتجات الإيرانية في مجال الأدوية النووية، ما يفتح آفاقاً واسعة أمام تعزيز الصادرات وتشجيع الاستثمار المحلي في هذا القطاع الحيوي.
واختتم بالقول: “إنّ هذه المبادرات لا تعزّز الصحة العامة فحسب، بل تشكّل فرصة استراتيجية لإشراك القطاع الخاص، ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي، وخلق بيئة داعمة للبحث العلمي.