في اكتشاف أثري فريد من نوعه، عثر الباحث الألماني قسطنطين فريد، عضو الرابطة المحلية في ويستفاليا-ليبه، على قفل ذهبي صغير يعود إلى العصر الروماني، وذلك أثناء استخدامه جهاز الكشف عن المعادن. لا يلفت الانتباه عمر القطعة الأثرية فحسب، بل حجمها المصغر الذي يبلغ 1.2×1.1 سنتيمتر فقط، مما يجعلها اكتشافاً نادراً واستثنائياً.
تصميم القفل وتقنياته
القفل المكتشف هو نسخة مصغرة من القفل الروماني النمطي، أصغر من قطعة نقدية حديثة بقطر 23 ملم. وقد صُمم من صفيحتين معدنيتين أسطوانيتين مغلقتين بغطاء، ومثبتتين بواسطة مسامير دقيقة. الهيكل الخارجي مزخرف بنمط زخرفي دقيق يتألف من صفين دائريين من الثقوب المتقابلة، ما يعكس ذوقاً فنياً رفيعاً. ويعتقد الباحثون أن مثل هذه الأقفال كانت تُستخدم لحماية صناديق المجوهرات الصغيرة أو الأمتعة الشخصية الثمينة.
تاريخ القفل: بين القرن الثالث والرابع الميلادي
وفقاً لما أشارت إليه باربارا ريشوف-بارتسينغر، المديرة الثقافية والمشاركة في البحث، فإن تحليل شكل القفل وزخرفته الفنية يرجح أنه يعود إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي. وأضافت أن هذا القفل قد يكون قد صُنع في مقاطعة رومانية إقليمية، قبل أن يصل إلى منطقة شمال الراين – ويستفاليا، ربما عبر التجارة أو كهدية تذكارية أحضرها أحد أفراد النخبة المحلية بعد عودته من الخدمة العسكرية في الجيش الروماني.
تقنيات متطورة لتحليل الآلية
ولفهم آلية القفل المعقدة، استعان الباحثون بتقنية التصوير المقطعي بالنيوترونات ثلاثية الأبعاد، التي كشفت عن مكونات داخلية حديدية، بما في ذلك إطار بنابض، دليل، مزلاج، لوحة دعم، ودبوس تثبيت. على الرغم من تعرض آلية القفل لتلف جزئي، ربما نتيجة محاولة اختراق في الماضي، إلا أنها ظلت سليمة بشكل أساسي.
بفضل البيانات المستخلصة من التصوير المقطعي، تمكن الباحثون من إعادة تصنيع نسخة مكبرة للقفل بنسبة 4:1، ما سمح بدراسة أدق تفاصيله وفهم تقنياته الهندسية المتقدمة.
شهادة على براعة الحرفيين الرومان
يؤكد هذا الاكتشاف غير العادي المستوى الرفيع الذي وصل إليه الحرفيون الرومان في مجال معالجة المعادن وتصنيع الأقفال المتطورة. يعكس القفل الذهبي ليس فقط المهارات التقنية، بل أيضاً الذوق الفني والهندسي الذي كان سائداً في المقاطعات الرومانية الإقليمية، ما يجعله دليلاً على التبادل الثقافي والتطور الحرفي في تلك الحقبة التاريخية.
فريق التحرير