تُعتبر الفولات (فيتامين B-9) من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة الإنسان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة الإنجابية وصحة الأجنة. وتؤكد الدكتورة أريج عصام محمد حلس، طبيبة نسائية وتوليد، على أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل يُعد أحد أهم الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تتخذها النساء لضمان حمل صحي وولادة آمنة.
توصيات الدكتورة أريج عصام محمد حلس
تقول الدكتورة أريج: “من الضروري أن تبدأ النساء في تناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل. هذا التوقيت مهم لأن عيوب الأنبوب العصبي، مثل تشقق العمود الفقري (Spina Bifida)، تتشكل في الأسابيع الأولى من الحمل، غالبًا قبل أن تعرف المرأة أنها حامل.” وتضيف: “تناول 400 إلى 800 ميكروجرام يوميًا من حمض الفوليك يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر إصابة الجنين بهذه التشوهات الخطيرة.”
وتشير الدكتورة أريج إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفولات، إلى جانب المكملات الغذائية، هو أفضل طريقة لضمان حصول الجسم على الكمية الكافية من هذا الفيتامين الحيوي.” كما تنصح النساء في سن الإنجاب، حتى اللاتي لا يخططن للحمل في الوقت الحالي، بالاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالفولات، لأنها تعزز الصحة العامة وتجهز الجسم لفترة الحمل المستقبلية.
مصادر الفولات الغذائية
تشير الدكتورة أريج إلى أن الفولات موجودة بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، مثل الخضروات الورقية الداكنة (السبانخ، والكرنب)، والبقوليات (الفول، والعدس)، والمكسرات، وبعض الفواكه مثل البرتقال والفراولة. كما أن العديد من الأطعمة المصنعة، مثل حبوب الإفطار والمعكرونة، يتم تدعيمها بحمض الفوليك لضمان حصول الأفراد على الكمية الكافية منه.
نقص الفولات: الأسباب والمخاطر
توضح الدكتورة أريج أن نقص الفولات يمكن أن يحدث بسبب نظام غذائي غير متوازن أو حالات صحية مثل الداء البطني (Celiac Disease)، الذي يعيق امتصاص العناصر الغذائية. وتقول: “نقص الفولات لا يؤثر فقط على صحة الأم، بل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للجنين، بما في ذلك التشوهات الخلقية وفقر الدم.”
فوائد حمض الفوليك المدعومة بالأبحاث
1. الوقاية من التشوهات الخلقية: تؤكد الدكتورة أريج أن الدراسات أظهرت أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل وأثناءه يقلل من خطر عيوب الأنبوب العصبي بنسبة تصل إلى 70%.
2. دعم صحة القلب: يعمل حمض الفوليك مع فيتامينات B-6 وB-12 على تنظيم مستويات الهوموسيستين في الدم، مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
3. تعزيز الصحة النفسية: تشير بعض الأدلة إلى أن حمض الفوليك قد يساعد في تحسين أعراض الاكتئاب.
السلامة والآثار الجانبية
تؤكد الدكتورة أريج أن حمض الفوليك آمن بشكل عام عند تناوله بالجرعات الموصى بها. ومع ذلك، تنبه إلى أن “الإفراط في تناوله يمكن أن يخفي أعراض نقص فيتامين B-12، مما قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية إذا لم يتم تشخيصها مبكرًا.” وتنصح بتناول مكملات تحتوي على كل من حمض الفوليك وفيتامين B-12 لضمان التوازن الغذائي.
نصائح مهمة من الدكتورة أريج
تختتم الدكتورة أريج عصام محمد حلس حديثها بتوصية قوية: “الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. أنصح جميع النساء في سن الإنجاب بالبدء في تناول حمض الفوليك بمجرد التخطيط للحمل، أو حتى في حال عدم وجود خطط محددة، لأن فوائده لا تقتصر على الحمل فقط، بل تعزز الصحة العامة أيضًا.”
المصادر:
1. منظمة الصحة العالمية (WHO): توصي بتناول حمض الفوليك قبل الحمل للوقاية من عيوب الأنبوب العصبي.
2. مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC): تؤكد على أهمية تناول 400 ميكروجرام يوميًا من حمض الفوليك للنساء في سن الإنجاب.
3. الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG): تدعم استخدام مكملات حمض الفوليك قبل الحمل وأثناءه.
4. الدكتورة أريج عصام محم حلس، طبيبة نسائية وتوليد..
فريق التحرير