شهدت أسعار النفط العالمية تراجعاً ملحوظاً، صباح اليوم الخميس، على وقع تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسط حالة من الضبابية وعدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية نتيجة السياسات الأميركية المتشددة.
وتراجع سعر العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي، تسليم شهر أيار/مايو، بنسبة 0.61% ليستقر عند 61.97 دولاراً للبرميل، في حين انخفض خام “برنت” العالمي، تسليم حزيران/يونيو، بنسبة 0.73% إلى 65 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا التراجع رغم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية المفروضة على عدد من الدول لمدة 90 يوماً، لكنه في المقابل شدد إجراءاته تجاه الصين، رافعاً التعرفة الجمركية على وارداتها إلى 125%، الأمر الذي اعتبره خبراء اقتصاديون تصعيداً خطيراً قد يفاقم التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكانت الأسواق قد شهدت تقلبات حادة خلال الأيام الماضية؛ إذ ارتفعت أسعار الخام بنحو 4% يوم الأربعاء، بعد انخفاض حاد بنسبة 7% خلال الجلسة السابقة، في ظل ترقب المستثمرين لأي إشارات من واشنطن أو بكين حول نية تهدئة النزاع التجاري القائم.
ويحذر محللون من أن استمرار التصعيد بين الجانبين قد يُحدث اضطرابات كبيرة في حركة التجارة العالمية، ويؤثر سلباً على الطلب على الطاقة، خاصة في ظل مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الدول الصناعية الكبرى.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه الصين باستيراد كميات كبيرة من النفط، بما في ذلك من إيران، حيث أفادت تقارير بارتفاع صادرات النفط الإيراني إلى الصين بنسبة 19.5% في آذار/مارس، رغم العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
يبقى أن نرصد كيف ستتفاعل الأسواق في الأيام المقبلة، وسط تشابك عوامل اقتصادية وجيوسياسية تزيد من تعقيد المشهد، وتدفع المتعاملين إلى توخي الحذر في قراراتهم الاستثمارية.