شهدت الساحة الفلسطينية تصعيداً عسكرياً خطيراً بعد أن استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة، حيث شنت سلسلة من الغارات الجوية العنيفة أسفرت عن سقوط 419 شهيداً ومئات الجرحى، وفقاً لتقارير إعلامية محلية. وقد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا العدوان، معتبرة أن هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار السابق.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بما في ذلك هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، بأن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت سلسلة من الضربات المكثفة في مختلف أنحاء قطاع غزة. وأشارت التقارير إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات صارمة للجيش الإسرائيلي بالتصعيد العسكري ضد حركة حماس، وذلك رداً على ما وصفوه برفض الحركة المتكرر للإفراج عن المخطوفين ورفضها لعروض الوساطة الدولية.
من جهتها، نقلت مصادر إعلامية دولية، بما في ذلك موقع “أكسيوس”، أن مكتب نتنياهو أكد استئناف العمليات العسكرية في غزة بعد فشل المحادثات مع حماس، والتي رفضت وفقاً للرواية الإسرائيلية مقترحات الوساطة التي قدمها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
وفي غزة، أفاد مراسل قناة الجزيرة بسقوط عشرات الشهداء والجرحى في الغارات التي طالت مناطق متفرقة من القطاع، حيث شهدت المناطق الشمالية الغربية سلسلة من الانفجارات العنيفة، ترافقها تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والمقاتلات الإسرائيلية.
ورداً على هذه التطورات، أصدرت حركة حماس بياناً حملت فيه نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا العدوان، مؤكدة أن هذه الأعمال تمثل انقلاباً على اتفاق وقف إطلاق النار السابق. كما حذرت الحركة من تعريض حياة الأسرى في غزة لمخاطر جسيمة، ودعت الوسطاء الدوليين إلى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق.
إلى جانب ذلك، وجهت حماس نداءً عاجلاً إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للتحرك الفعّال لدعم الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
يأتي هذا التصعيد بعد مرور 85 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي بدأ ينهار مع استمرار الخلافات بين الأطراف المعنية. وكان المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف قد أعرب عن استيائه من رد فعل حماس على مقترحات تمديد وقف إطلاق النار، واصفاً إياه بأنه “غير مقبول على الإطلاق”.
وفي سياق متصل، شهدت الساحة اليمنية أيضاً تطورات عسكرية مهمة، حيث أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” في البحر الأحمر، وتوعدت بمزيد من الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة. وفي المقابل، واصل الطيران الأمريكي شن غارات على مواقع الحوثيين في اليمن، مما يشير إلى تصاعد التوتر في المنطقة بشكل عام.
هذه التطورات المتسارعة تضع المنطقة أمام تحديات جسيمة، مع تزايد احتمالات تصعيد الأوضاع وانتشار العنف، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها.
فريق التحرير