حشدت السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي مشهداً مليئاً بالتكريم والتأبُّن للصحافية الشابة الفلسطينية فاطمة حسونة، بطلة الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ”، الذي يعرض تفاصيل حياتها في قطاع غزة.
وقد أعلنت المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، قبل عرض الفيلم في منتجع الريفييرا الفرنسي، أن حسونة كانت تقول دائماً: “هذا سيمرّ”، فيما ارتجفت كلمتها وهي تضيف: “قد غابت عنّا، لكنها حاضرة بروحها، فلم ينجحوا في هزيمتها”.
واستذكرت فارسي شغف الصحافية بحضور العرض شخصياً رغم القيود والحصار المفروض: “كانت تتوهج فرحاً يوم علمها باختيار الفيلم في برنامج الأفلام المستقلة، لكن سرعان ما أسدل الحداد بوفاتها في غارة جوية استهدفت منزلها بعد ذلك بيوم واحد”.
وأثارت مأساة حسونة بياناً رسمياً من إدارة المهرجان، عبّرت فيه عن حزنها لمصاب الضحايا المدنيين في المنطقة. واعتبرت إدارة المهرجان أن عرض الفيلم، رغم ضخامته أمام مأساة مثل هذه، يشكل تقديراً لمثابرة الصحافية وإرثها.
تزامن العرض مع ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948، ما أعطى للفيلم بعداً تاريخياً وإنسانياً أعمق. وأكدت فارسي أنها ستواصل جهدها لعرض الفيلم ونشر صور حسونة التي وثقت الحياة اليومية في غزة في ظل العدوان، وضاربة عرض الحائط محاولات القمع والتجاهل.
كما أشارت فارسي إلى تقرير منظمة “فورنسيك أركيتكتشر” البحثية، الذي خلُص إلى أن حسونة كانت مستهدفة بشكل مباشر، وعلقت: “من الصعب تصديق ذلك، يبدو كأنه سيناريو من الخيال العلمي”.
وختمت فارسي بالقول: “ما نريده جميعاً هو وقف هذه الحرب، ووقف استهداف المدنيين بهذا الشكل الوحشي”، معبرة عن أملها في أن يوصل الفيلم رسالة تضامن وتذكيرٍ بضرورة حماية الصحفيين وحفظ حق الحياة.