يعود مهرجان الفيلم البرازيلي في بيروت بدورته السابعة ليأخذ عشاق السينما في رحلة ثقافية وسينمائية فريدة، حيث تستعرض هذه النسخة مختارات من أبرز الإنتاجات البرازيلية المعاصرة. المهرجان الذي تنظمه جمعية متروبوليس للسينما بالتعاون مع السفارة البرازيلية في لبنان ومؤسسة Guimarães Rosa – Beirut، يُعتبر نافذة مفتوحة على المجتمع البرازيلي بتاريخه وثقافته وسياسته.
رحلة في السينما البرازيلية
تقام العروض بين 5 و9 شباط/فبراير في صالة متروبوليس الجديدة بمنطقة مار مخايل في الأشرفية، وتقدم للجمهور اللبناني فرصة نادرة لمشاهدة أفلام تغطي مختلف الأصناف السينمائية، من الدراما إلى الأفلام الوثائقية. جميع العروض مجانية، ما يجعل المهرجان متاحًا للجميع ويعزز التبادل الثقافي بين البلدين.
أفلام مميزة من ذاكرة السينما البرازيلية
1. صورة شرق ما (Portrait of a Certain Orient)
فيلم إيطالي برازيلي لبناني من إخراج مارسيلو غوميز، يأخذ المشاهد في رحلة إلى لبنان عام 1949، حيث يواجه شقيقان، آميلي وأمير، مصيرًا مشحونًا بالأحداث أثناء انتقالهما إلى البرازيل. الفيلم يمزج بين الحنين والذاكرة، مستعرضًا مغامرات المهاجرين اللبنانيين في غابات الأمازون، حيث تتحول الرحلة إلى تجربة عاطفية مؤلمة تنتهي بنهاية مأساوية.
2. أبناء المسيح (Children of Christ)
فيلم درامي من إخراج Aly Muritiba يتناول قصة أوجينيو، الكاتب الذي يواجه أزمة إبداعية. الفيلم يُظهر صراع المؤلف مع عالم النشر والسينما التجارية، حيث يسلط الضوء على الجانب المظلم من الثقافة التجارية. بأسلوب نقدي ساخر، يكشف الفيلم التحديات التي يواجهها الفنانون في الحفاظ على هويتهم في عالم يسيطر عليه المال.
3. حتى تنتهي الموسيقى (Until the Music Ends)
دراما إنسانية من إخراج كريستيان أوليفيرا، تدور حول كيارا، ربة الأسرة الإيطالية الأصل التي ترافق زوجها في رحلاته بالجنوب البرازيلي. رحلة اكتشاف الذات تتقاطع مع انهيار الثقة، في فيلم مليء بالمشاعر والتوترات النفسية.
4. ممر غريب (Strange Passage)
فيلم يمزج بين الواقع والخيال من إخراج غوتو بارينتي، يروي قصة مخرج أفلام شاب يعود إلى مسقط رأسه ليلتقي بوالده في أجواء تتسم بالغموض والغرابة. الفيلم حاز على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية، منها مهرجان تريبيكا ومهرجان ريو دي جانيرو.
5. المعركة (The Battle)
من إخراج فيرا إغيتو، هذا الفيلم يعيد تصوير لحظة تاريخية مفصلية في أكتوبر 1968، حين تصاعد الخلاف بين الطلاب اليساريين وأساتذة جامعة ساو باولو. بأسلوب سينمائي يتألف من 21 لقطة متسلسلة، يعيد الفيلم إحياء تلك الليلة الحاسمة بكل توتراتها وأحداثها الدرامية.
نافذة على الحنين والمستقبل
يأتي المهرجان كجزء من جهود السفارة البرازيلية لتعزيز التبادل الثقافي، حيث تقدم الأفلام نظرة عميقة على التجربة البرازيلية بتفاصيلها الاجتماعية والسياسية والثقافية. ويؤكد المهرجان على أن السينما البرازيلية ليست مجرد حنين للماضي، بل هي أداة لرسم ملامح الحاضر واستشراف المستقبل، مما يجعلها من أبرز الأصوات السينمائية العالمية اليوم.
تفاعل ثقافي وجمهور متعطش
شهد المهرجان إقبالًا كبيرًا من الجمهور اللبناني، الذي تفاعل مع الأفلام واستمتع بالمزيج الثقافي الذي يعكسه الحدث. وتؤكد إدارة المهرجان على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات، باعتبارها وسيلة لتعزيز الحوار الثقافي بين لبنان والبرازيل، وتشجيع مزيد من التعاون الفني في المستقبل.
فريق التحرير