في عالم تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، أطلقت غوغل نموذجها الجديد “Veo-3” ليدخل مرحلة جديدة من الجدل حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإبداع البشري. التقنية التي توصف بأنها “ثورة بصرية”، قادرة على إنتاج فيديوهات فائقة الواقعية بمجرد تزويدها بنص بسيط، وهو ما جعلها تثير مخاوف حقيقية في المغرب وخارجه.
“قفزة مذهلة”.. لكنها تهدد مستقبل المبدعين
يرى الطيب الهزاز، خبير الأمن السيبراني، أنّ “Veo-3” تمثل تطورًا مدهشًا في الذكاء الاصطناعي، لكنها تهدد في الوقت ذاته بإلغاء دور الكاتب والمخرج والمصوّر، ما يشكّل خطرًا مباشرًا على مستقبل المبدعين والفنانين. في تصريحات لصحيفة هسبريس، حذّر الهزاز من أنّ هذه التقنية قد تجعل من المستحيل على المستخدم العادي التمييز بين الفيديو الحقيقي والمزيّف، الأمر الذي يفتح الباب أمام التلاعب والتضليل على نطاق واسع.
قوانين غائبة وتحديات ضخمة
وفي ظل غياب تشريعات مواكبة لهذه الطفرة، يتصاعد القلق من إمكانية استغلال “Veo-3” لأهداف مشبوهة، خاصةً وأنها لا تحتاج سوى بضع كلمات لتحويلها إلى فيديو متكامل. يقول حسن خرجوج، المتخصص في الشؤون الرقمية، إن هذه الأداة ستفرض تحديات أخلاقية وقانونية غير مسبوقة، وتطرح تساؤلات كبيرة حول حماية الخصوصية وحقوق الفنانين في العصر الرقمي.
تجربة مقلقة تكشف حدود التزييف
في تجربة عملية، استخدم خرجوج صورة ضبابية فقط، فنجحت الأداة في إعادة بناء ملامحه وإنتاج فيديو يبدو حقيقيًا بالكامل، بصوته وحركاته. هذه التجربة تعكس مستوى الدقة الخطير الذي وصلت إليه تقنية “Veo-3”، وتبرز حاجة ملحة لتدخل تشريعي عاجل يضبط استخدامها.
دعوة للاستعداد قبل فوات الأوان
وسط هذا الجدل، يجمع الخبراء على ضرورة رفع مستوى الوعي الرقمي لدى المستخدمين، وسن قوانين واضحة تواكب هذا التطور التكنولوجي المذهل. فالرهان اليوم لم يعد فقط على التكنولوجيا، بل على قدرتنا كمجتمعات على وضع ضوابط تضمن ألا تتحول هذه الأدوات إلى تهديد حقيقي للواقع ولحقوق الأفراد.