في موقف جديد يعكس القلق الدولي من التصعيد التجاري الذي تقوده الولايات المتحدة، حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أنّ هذه السياسات الاقتصادية العدائية تنذر بـ”إعصار اقتصادي” لن يسلم من تأثيره أي طرف على الساحة العالمية.
جاءت تصريحات إردوغان، اليوم الأربعاء، خلال كلمة ألقاها أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، حيث وصف الحرب التجارية المتصاعدة بأنها “أزمة دولية تهدد استقرار النظام الاقتصادي العالمي”.
وقال إردوغان: “الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الأميركية لن تقتصر آثارها على الدول المستهدفة فحسب، بل إنها تنذر بإعصار سيؤثر على الجميع. هذا الإعصار الاقتصادي ليس مبالغة، بل واقع بدأنا نشهد بوادره”.
تركيا في قلب المعادلة الدولية
وفيما تسعى أنقرة إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، أكد إردوغان أنّ تركيا تمتلك من القوة والمقومات ما يجعلها قادرة على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة، مستنداً في ذلك إلى انخفاض نسبي في الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على بعض الواردات التركية.
وأضاف: “تركيا اليوم ليست مجرد لاعب ثانوي يتم منحه دوراً على خشبة مسرح القوى العالمية. نحن جزء من صياغة المشهد الدولي، والجهات الفاعلة الكبرى باتت تدرك أنه لا يمكن بناء معادلة دولية دون أخذ الموقف التركي في الاعتبار”.
انعكاسات عالمية متسارعة
وتأتي تصريحات الرئيس التركي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات حادة بسبب تصاعد التوتر التجاري بين القوى الكبرى، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين. فقد سجّلت أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً، مع تراجع العقود الآجلة للخام الأميركي “غرب تكساس الوسيط” لشهر مايو بنسبة 0.61%، وسط تزايد المخاوف من تراجع النمو العالمي نتيجة الحرب التجارية.
من جهتها، صعّدت الصين موقفها عبر فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأميركية، رداً على السياسات التي وصفتها بـ”الأحادية”، مطالبة واشنطن بمراجعة إجراءاتها التجارية وإلغاء ما اعتبرته ممارسات تضر بالاقتصاد العالمي.
تطلّع إلى نظام اقتصادي جديد
وفي ختام كلمته، لمّح إردوغان إلى أن العالم يقترب من “تغيير كبير” في موازين القوى الاقتصادية، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات سياسية وتجارية متسارعة. ودعا إلى ضرورة الاستعداد لمواجهة هذه التحولات بوحدة داخلية وسياسات اقتصادية مرنة تعتمد على الإنتاج المحلي والانفتاح على أسواق جديدة.
وقال: “نحن على أعتاب مرحلة مفصلية، وسنثبت مجدداً أن تركيا قادرة على الصمود والنهوض مهما اشتدت العواصف الاقتصادية حولها”.