افتتح معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس، معرضًا فنيًا يحمل عنوان “الكتابة أو الخط؟ أبجدية عربية متألقة”، يستعرض فيه تاريخ الخط العربي وتطوره عبر العصور، مسلطًا الضوء على جمالية هذا الفن العريق. يستمر المعرض حتى 21 أيلول/سبتمبر المقبل، ويقدم للزوار تجربة فريدة من نوعها، تجمع بين التراث الفني القديم والرؤى الفنية المعاصرة.
رحلة في تاريخ الخط العربي
يعتمد المعرض بشكل أساسي على كنوز محفوظة من مجموعة متحف الفن الإسلامي التابع للمعهد، ليكشف عن تنوّع الخط العربي في مختلف تجلياته، بدءًا من الصفحات الأولى للقرآن الكريم ووصولاً إلى استخدامه في الوسائط الحديثة والفن المعاصر. ويتيح المعرض للزائر فرصة التعرّف على قواعد النسب والانسجام التي تحكم هذا الفن، بالإضافة إلى المدارس العربية الإسلامية للخط التي ظهرت منذ القرن التاسع.
كما يضم المعرض مخطوطات نادرة ونماذج من القرآن الكريم، إلى جانب منمنمات فنية فريدة تعود إلى عصور قديمة، تعكس تطور فن الخط العربي على مدار الزمن، ما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية.
فن معاصر يحيي الحروف
يخصص المعرض مساحة لأعمال ماري خوري، الفنانة والنحاتة المصرية اللبنانية، التي تركز في إبداعاتها على العلاقة بين اللغة والجسد البشري والشكل. من خلال أعمالها، تسعى خوري إلى بناء جسور بين الهوية والذاكرة والحوار الثقافي، مما يثري تجربة الزائر ويضفي بعدًا معاصرًا على هذا التراث العريق.
الخط العربي بين التراث والحداثة
سيتمكن زوّار المعرض من اكتشاف كيف لعب الخط العربي، على مدى قرون، دورًا محوريًا في مختلف جوانب الحياة اليومية، بدءًا من التعبيرات الفنية التقليدية وصولاً إلى التصوير الفوتوغرافي المعاصر، الهندسة المعمارية، والتصميم والفنون التشكيلية. ويبرز المعرض كيف تجاوز الخط العربي دوره كوسيلة للتواصل الكتابي، ليصبح فنًا نابضًا بالروحانية والطاقة، قادرًا على إيصال ما تعجز الكتابة وحدها عن نقله.
هذا المعرض ليس مجرد استعراض فني، بل هو دعوة لاكتشاف العمق الثقافي والرمزية الجمالية التي يتمتع بها الخط العربي، وجسر يربط بين الماضي والحاضر، بين التراث والحداثة.
فريق التحرير