صدر حديثاً عن “بيت الشعر” التابع لدائرة الثقافة في الشارقة العدد 67 من مجلة “القوافي” الشهرية، التي تُعنى بالشعر الفصيح ونقده. يواصل هذا العدد مسيرة المجلة في عامها السابع، حيث يحتفل بجماليات الشعر وبلاغته، ويستعرض إبداعات الشعراء عبر العصور.
بدأ العدد بافتتاحية بعنوان “قصائد… وأماكن وشعراء”، تناولت العلاقة الوثيقة بين الشعر والمكان. أوضحت الافتتاحية كيف ظل المكان حاضراً في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي، حيث ارتبطت القصائد بالحنين إلى الأطلال والأماكن التي شهدت ذكريات الشعراء، حتى وإن تغيرت معالمها أو اختفت بفعل الزمن، إلا أنها بقيت حية في القصيدة العربية.
في باب “إطلالة”، كتب محمود الضبع عن الحنين إلى المكان في الشعر العربي، بينما تناول أحمد حسين حميدان في باب “آفاق” موضوع “اعتذار الشعراء”. كما أجرى الشاعر عبد الرزاق الربيعي حواراً في باب “أول السطر” مع الشاعر المصري أحمد بلبولة، واستطلع الشاعر حسن حسين الراعي آراء مجموعة من الشعراء والنقاد حول “توظيف القناع في الكتابة الشعرية”.
في باب “مدن القصيدة”، كتب بوجمعة العوفي عن مدينة غرناطة، بينما أجرت الشاعرة جمانة الطراونة لقاء مع الشاعر حسام الشيخ في باب “حوار”. وفي باب “أصداء المعاني”، قدمت وئام المسالمة موضوعات متنوعة تناولت بدائع البلاغة وأبياتاً شعرية أصبحت أمثالاً، بالإضافة إلى دعابات شعراء خلّدها التاريخ.
تناول الشاعر رابح فلاح في باب “مقال” ملامح تطور القصيدة في العصر المملوكي وتعدد أغراضها، بينما كتبت إيمان عصام خلف عن سيرة الشاعر شمس الدين التلمساني في باب “عصور”. وناقشت الشاعرة حنين عمر العلاقة بين المسرح والشعر العربي في باب “دلالات”، فيما قدمت سماح حمدي قراءة تأويلية لقصيدة “غابة الحظ” للشاعر المصري عبد الله عبد الصبور. كما تناول رشيد الإدريسي قصيدة “تحت شجرة البرتقال” للشاعرة السورية ريمان ياسين.
في باب “استراحة الكتب”، استعرض فتحي الشرماني ديوان “سأكونني يوماً” للشاعر نوفل السعيدي، بينما ركز سعيد بكّور في باب “نوافذ” على موضوع “أحوال الشعراء في الكتابة والإنشاد”.
احتوى العدد أيضاً على مختارات شعرية متنوعة، تجسدت فيها جمالية المبنى والمعنى في مختلف الأغراض الشعرية، مما يعكس ثراء المشهد الشعري العربي.
واختُتم العدد بمقال “حديث الشعر” لمدير التحرير الشاعر محمد عبد الله البريكي، بعنوان “شاعر ألِفته البحار”، حيث تطرق إلى المعاني العميقة التي يحملها الشعر في النفوس، مؤكداً أن “للشعر أخيلةً ومعاني تفيض على الكلمات، فكم منزلٍ قد ألفناه، وكم من جدارٍ تلامسه العين، ليس لأن الجدار عزيز علينا، ولكنّ روحاً وراء الجدار تحنُّ، وقلبًا وراء الجدار يئنُّ، وأماً تبلل سجادة الليل، تصعد دمعتها للسماء”.
فريق التحرير