في تقدم علمي مثير، نجح باحثون من جامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا في الصين في تطوير لقاح نانوي قد يسهم في الوقاية من تصلب الشرايين، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Nature Communications”، يعمل هذا اللقاح على الحد من تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين، والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الجلطات الدموية، السكتات الدماغية، والنوبات القلبية.
تصلب الشرايين: مشكلة صحية عالمية
تصلب الشرايين (Atherosclerosis) هو حالة مرضية تتراكم فيها اللويحات الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وتصلبها. مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب هذا التراكم في التهاب جدران الشرايين، مما يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، مثل السكتات الدماغية أو النوبات القلبية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، حيث تساهم في وفاة ما يقرب من 17.9 مليون شخص سنويًا (WHO, 2021).
آلية عمل اللقاح الجديد
يعتمد اللقاح الجديد على بروتين يُعرف باسم “p210″، والذي ثبت في دراسات سابقة أنه يحفز الاستجابة المناعية ضد تصلب الشرايين. قام الباحثون بتصميم اللقاح عن طريق ربط هذا البروتين بجسيمات نانوية من أكسيد الحديد، بالإضافة إلى استخدام مادة مساعدة (adjuvant) لتعزيز فعالية اللقاح. هذا التصميم المبتكر يسمح للجسم بامتصاص المستضدات بشكل أكثر فعالية، مما يحفز الخلايا الشجيرية (Dendritic Cells) في الجهاز المناعي، وهي خلايا تلعب دورًا محوريًا في تنشيط الاستجابة المناعية.
نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن اللقاح نجح في الحد من تطور اللويحات الدهنية في الشرايين لدى الفئران التي تم تغذيتها بنظام غذائي عالي الكوليسترول. وأشار الباحثون إلى أن تصميم اللقاح النانوي وبياناتنا الأولية تقدم مرشحًا واعدًا للعلاج الوقائي من تصلب الشرايين (Nature Communications, 2025). كما أظهرت النتائج أن استراتيجية توصيل اللقاح ذات الاتجاهين (المستضد والمادة المساعدة) كانت فعالة في تحفيز الاستجابة المناعية وتقليل التهابات الشرايين.
التحديات المستقبلية
على الرغم من النتائج الواعدة، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن يصبح هذا اللقاح متاحًا للاستخدام البشري. من بين هذه التحديات فهم المدة التي يمكن أن يوفر فيها اللقاح الحماية من تصلب الشرايين، وما إذا كانت هذه النتائج قابلة للتطبيق على البشر. كما يتطلب الأمر إجراء المزيد من التجارب السريرية لتقييم سلامة وفعالية اللقاح على المدى الطويل.
أهمية الاكتشاف
يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير علاجات وقائية لأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بها بسبب أنماط الحياة غير الصحية، مثل النظام الغذائي الغني بالدهون وقلة النشاط البدني. إذا أثبتت الدراسات المستقبلية فعالية اللقاح على البشر، فقد يصبح أداة قوية في مكافحة أحد أكثر الأمراض فتكًا في العالم.
المراجع:
1. World Health Organization (WHO). (2021). Cardiovascular diseases (CVDs). Retrieved from [https://www.who.int](https://www.who.int)
2. Nature Communications. (2025). A novel nanovaccine for the prevention of atherosclerosis in mice.
3. National Institutes of Health (NIH). (2024). Advances in Atherosclerosis Research. Retrieved from [https://www.nih.gov](https://www.nih.gov)
فريق التحرير