يبدو أن الرئيس ترامب قد وقع في ما هو أخطر من مجرد زلّات لسان لطالما سخِر بسببها من الرئيس السابق بايدن! هذه المرة، لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل قرارات رسمية وُضِعَت بثقة مطلقة، لتتكشف بعد لحظات أنها تستند إلى معلومات مغلوطة تماماً، تسببت في إرباك المشهد وفتح الباب أمام خصومه ليستغلوا هذه الأخطاء بلا رحمة.
أشد هذه السقطات وقعاً كان إعلانه وقف المساعدات عن غزة، متهماً أهلها باستخدام معونات وسائل تنظيم الأسرة – التي تمنحها الولايات المتحدة – في تصنيع قنابل تُلقى على إسرائيل! ورغم أن البعض سارع لاستغلال هذا الإعلان لمهاجمة الفلسطينيين، فإن مؤسسات أمريكية متخصصة أكدت أن غزة لم تتلقَ أصلاً أي معونات تتعلق بتنظيم الأسرة من الولايات المتحدة. بل واتضح لاحقاً أن ما حدث كان خطأ فادحاً، سببه أن ترامب خلط بين غزة الفلسطينية ومنطقة أخرى تحمل الاسم ذاته في موزمبيق، التي تلقت بالفعل هذه المساعدات.
الطريف أن هذه المعلومات الخاطئة جاءت من وزارة الكفاءة الحكومية، التي يشارك في إدارتها الملياردير الشهير إيلون ماسك، والذي يعوّل عليه ترامب في إحداث طفرة نوعية في ترشيد الإنفاق الحكومي، مستفيداً من نجاحاته الاقتصادية المبهرة. ولكن المدهش أن كلاً من ترامب وماسك اعتمدا على رواية إسرائيلية غير موثقة، تزعم أن حماس تستخدم الواقيات الذكرية كوسيلة لصنع بالونات متفجرة!
ربما ظن ترامب أن هذه الرواية الطريفة ستُحدث ضجة مؤقتة، لكنه لم يدرك أنها قد تحوله إلى مادة دائمة للسخرية، حتى من المحايدين الذين بدأوا يتساءلون: كيف يمكن لرجل يُمسك بزمام أقوى دولة في العالم أن يقع في مثل هذه الورطات الغريبة؟
فريق التحرير