في لحظة انتظار طال أمدها، بزغ فجر جديد في لبنان، ليحمل معه أملاً مفعماً بالتحوّل والخلاص. أعلنت الرئاسة اللبنانية تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً برئاسة نواف سلام، وكأن البلاد تستعد لكتابة فصل جديد في تاريخها، بعد أسابيع من المشاورات الصعبة التي خاضتها القوى السياسية على وقع تبدّل موازين القوى.
في أروقة قصر بعبدا، ووسط أجواء مزيجها الترقب والأمل، وقع الرئيس جوزيف عون مرسوم تشكيل الحكومة إلى جانب الرئيس المكلّف نواف سلام، مشيراً إلى أن هذه الحكومة ليست كسابقاتها. «أعضاء هذه الحكومة غير حزبيين»، هكذا قالها بثقة، وكأنه يعد اللبنانيين بفريق عمل جاء من رحم الشعب، محمّلاً برسالة أمل ومسؤولية كبرى.
حكومة الإصلاح والإنقاذ
تحدّث رئيس الوزراء نواف سلام بنبرة هادئة وقوية، واعداً بإصلاحات اقتصادية تعيد للبنان نبضه المفقود، مؤكداً أن «الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي». لم تكن كلماته مجرد وعود، بل جاءت محمّلة بثقل التحديات، خاصة بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل و«حزب الله»، التي خلّفت آثاراً عميقة في حياة اللبنانيين.
«نعمل على إعادة بناء الثقة»، قال سلام، في إشارة واضحة إلى أن حكومته تسعى لرأب الصدع بين المواطن والدولة، وبين لبنان ومحيطه العربي والمجتمع الدولي، مستندة إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي طالما كان حجر الزاوية في استعادة الاستقرار.
تفاهمات اللحظة الأخيرة
ورغم العقبات، جاء تشكيل الحكومة بعد ثلاثة أسابيع من المفاوضات الصعبة، التي كسرت حالة الجمود، خاصة في ما يتعلق بتمثيل الطائفة الشيعية. واشنطن أبدت معارضتها لأي دور مؤثر لـ«حزب الله»، لكن التفاهمات أفضت إلى إعطاء حركة «أمل» ثلاثة مقاعد وزارية، منها حقيبة المالية التي تسلّمها ياسين جابر، ووزيران للحزب، منها حقيبة الصحة التي تسلمها راكان نصرالدين.
هل سيكون هذا الفريق الوزاري جسر عبور نحو المستقبل؟
أسماء لامعة تم اختيارها بعناية، تضم خبرات في السياسة والاقتصاد والثقافة، مثل غسان سلامة وزيراً للثقافة، ويوسف رجي وزيراً للخارجية والمغتربين، وحنين السيد في وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى تمارا الزين التي ستقود وزارة البيئة.
ما زال اللبنانيون يراقبون بحذر وأمل هذا التحوّل، فهل تكون هذه الحكومة صوت الإصلاح الفعلي الذي انتظروه طويلاً؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
وجاء تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة على النحو التالي:
نواف سلام — رئيساً لمجلس الوزراء
طارق متري — نائباً لرئيس مجلس الوزراء
ياسين جابر — وزيراً للمالية
غسان سلامة — وزيراً للثقافة
ميشال منسى — وزيراً للدفاع الوطني
جوزيف الصدي — وزيراً للطاقة والمياه
لورا الخازن (لحود) — وزيراً للسياحة
حنين السيد — وزيراً للشؤون الاجتماعية
يوسف رجي — وزيراً للخارجية والمغتربين
عامر البساط — وزيراً للاقتصاد والتجارة
كمال شحادة — وزيراً للمهجرين ووزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي
أحمد الحجار — وزيراً للداخلية والبلديات
عادل نصار — وزيراً للعدل
شارل الحاج — وزيراً للاتصالات
نورا بايراقداریان — وزيراً للشباب والرياضة
ريما كرامي — وزيراً للتربية والتعليم العالي
جو عيسى الخوري — وزيراً للصناعة
فادي مكي — وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية
محمد حيدر — وزيراً للعمل
فايز رسامني — وزيراً للأشغال العامة والنقل
نزار هاني — وزيراً للزراعة
بول مرقص — وزيراً للإعلام
تمارا الزين — وزيراً للبيئة
ركان ناصر الدين — وزيراً للصحة العامة
فريق التحرير