يشهد العالم في السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في استخدام دواء الروكيتان (Roaccutane) أو ما يُعرف علميًا باسم الإيزوتريتينوين (Isotretinoin)، ليس فقط كعلاج لحبّ الشباب المزمن، بل كوسيلة للحصول على بشرة أكثر صفاءً وإشراقًا. إلّا أن الدكتورة زينب يونس، طبيبة التجميل والأمراض الجلدية، تحذر من هذا التوجه الخطير، مؤكدة أن هذا الدواء لا يُستخدم إلا تحت إشراف طبي صارم، لما له من تأثيرات جانبية عميقة على الكبد، والدهون في الدم، وحتى الحالة النفسية للمريض.

دواء فعّال لحبّ الشباب… ولكن بثمن
توضح الدكتورة زينب يونس أن الإيزوتريتينوين يُعدّ من أكثر العلاجات فعالية في حالات حبّ الشباب المستعصية، إذ يعمل على تقليل الإفرازات الدهنية داخل الغدد الجلدية ويحدّ من انسداد المسام، مما يؤدي إلى اختفاء البثور ونعومة الملمس.
لكنها تشدد في المقابل على أن هذه الآلية القوية نفسها قد تُسبب مضاعفات خطيرة إذا استُعمل الدواء دون فحوصات أو إشراف، إذ يؤثر بشكل مباشر على الكبد ومستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، ويتطلب مراقبة دورية كل شهر أو شهرين.

ظاهرة الاستخدام التجميلي العشوائي
تؤكد الدكتورة يونس أن ما يُثير القلق اليوم هو لجوء بعض الشباب، وخاصة الفتيات، إلى تناول حبة أو حبتين من الروكيتان أسبوعيًا “للمحافظة على نضارة البشرة” أو “لتصغير المسام”، دون أي وصفة طبية. وتوضح أن هذا الاستخدام الخاطئ يخرج عن الإطار العلاجي تمامًا، لأن الدواء لا يُصنف كمنتج تجميلي، بل كعلاج دوائي قوي يستهدف اضطرابًا جلديًا محددًا، وله آثار نظامية لا يمكن التهاون بها.
وتضيف الدكتورة زينب أن ما يراه البعض “إشراقة مؤقتة” بعد استخدام الدواء، هو في الواقع نتيجة لوقف إفراز الدهون الطبيعية، ما يجعل البشرة أقل لمعانًا مؤقتًا، لكنها مع الوقت قد تُصبح جافة، متقشرة، وأكثر حساسية للشمس والعوامل الخارجية.

دراسات تؤكد فعاليته في الشيخوخة ولكن…
تشير الدكتورة زينب يونس إلى أن العديد من الدراسات الطبية الحديثة تناولت إمكانية استخدام مشتقات الإيزوتريتينوين في علاج علامات الشيخوخة المبكرة، وقد أثبتت بعض هذه الدراسات فعالية الكريمات الموضعية المشتقة منه في تحفيز تجديد الخلايا وتقليل التجاعيد الدقيقة.
غير أن طبيبة التجميل والامراض الجلدية زينب يونس توضح أن هذه النتائج لا تبرر استخدام الكبسولات الفموية من الدواء لأغراض تجميلية، لأن الكريمات الموضعية الريتينويدية أكثر أمانًا وفعالية من الناحية التجميلية، ولا تتسبب في أضرار كبدية أو اضطرابات دهنية في الجسم.

مخاطر لا يمكن تجاهلها
تسلط الدكتورة زينب يونس الضوء على أهم المخاطر المرتبطة بالاستخدام العشوائي لدواء الروكيتان، وتشمل:
- تلف الكبد وارتفاع إنزيماته.
- ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- جفاف حاد في الشفاه والجلد والعيون.
- تأثيرات نفسية محتملة كالاكتئاب والقلق.
- تشوهات جنينية خطيرة في حال الحمل أثناء أو بعد العلاج بفترة قصيرة.
لذلك تؤكد الدكتورة يونس أن العلاج بهذا الدواء يجب أن يتم ضمن برنامج متابعة صارم يشمل تحاليل شهرية ومراقبة دقيقة لوظائف الكبد والدهون.

رسالة توعية من الدكتورة زينب يونس
في ختام حديثها، توجّه الدكتورة زينب يونس رسالة توعوية واضحة إلى جميع الشباب والنساء:
الروكيتان ليس دواءً تجميليًا، ولا يُستخدم للحفاظ على إشراقة البشرة. هو علاج دوائي قوي، يحتاج إشرافًا طبيًا دقيقًا، ولا يجوز تناوله دون استشارة طبيب الجلد المختص.
وتضيف الدكتورة أن الطريق الآمن للحصول على بشرة صحية ومشرقة لا يمر عبر الأدوية الخطيرة، بل عبر عناية يومية متوازنة، استخدام واقي الشمس، ترطيب مناسب، وتغذية غنية بالفيتامينات، تحت إشراف طبيب مختص.




