لم تعد الحرب بين إيران وإسرائيل محصورة في الملفات الاستخباراتية أو داخل غرف العمليات. فقد خرجت من الظل، وبدأت تلامس السطح. ما كان يُدار بصمت، بات يُبثّ على الهواء مباشرة… بصواريخ دقيقة، وطائرات مسيّرة، ودمار موثّق!
من أصفهان إلى تل أبيب: المعركة تتخذ شكلاً جديدًا
في الأيام الماضية، ضربة دقيقة استهدفت منشأة استراتيجية في أصفهان الإيرانية. العملية نُفذت على مراحل: تشويش إلكتروني، اختراق أمني، ثم قصف دقيق، قيل إنه بإشراف مباشر من جهاز الموساد. لكن الرد لم يتأخر.
في سابقة لافتة، سُجلت ضربات صاروخية إيرانية دقيقة، يُعتقد أنها من تنفيذ الحرس الثوري الإيراني، استهدفت مبانٍ محددة في تل أبيب. بعض تلك الصواريخ تخطّى منظومات الدفاع، وأصاب أهدافًا توصف بأنها “رمزية” وأخرى “عملياتية”.
الحروب تتغير… ووسائل الردع كذلك
المعادلة التقليدية بين تل أبيب وطهران تبدّلت. اليوم، الحرب ليست فقط عبر الوكلاء أو على أراضٍ ثالثة. إنها في العمق:
- اغتيالات صامتة في شوارع طهران
- طائرات مسيّرة تحلّق فوق منشآت نووية
- صواريخ دقيقة تسقط في قلب تل أبيب
إسرائيل تراهن على “حرب العقول”، بينما إيران بدأت تستخدم “حرب الاستهدافات الدقيقة”، في رسالة واضحة: الرد سيطال الداخل، كما طالتنا الضربات من الداخل.
إيران… في موقع الهجوم؟
طهران لم تكتفِ بالدفاع هذه المرة. استخبارات الحرس الثوري تتحرك بجرأة، والتقارير تشير إلى تنسيق عالي المستوى مع أذرعها في المنطقة. الرد لم يأتِ فقط من العراق أو اليمن، بل من منصات إيرانية مباشرة، في سابقة تهدف إلى فرض قواعد اشتباك جديدة
لبنان: جبهة في الانتظار
لبنان بدوره يعود إلى خارطة المعركة، ولو بصمت:
- هل يتحرك حزب الله استجابة للتصعيد؟
- هل تشهد الجبهة الجنوبية تحولات ميدانية؟
- أم يستمرّ الصمت الثقيل، بانتظار لحظة الإشعال الكبرى؟
حتى اللحظة، تبقى الساحة اللبنانية في حالة ترقّب مشحونة، وسط ضغوط اقتصادية خانقة وخوف شعبي من أن يكون الرد القادم… من الجنوب.
من يربح في حرب الظلال؟
ليست حربًا شاملة بعد، لكنها ليست خفية كما كانت. طهران ترد بصواريخ دقيقة، وتل أبيب تتسلل عبر جواسيسها وتقنياتها. الموساد داخل إيران، والحرس الثوري يضرب قلب إسرائيل.
في هذا المشهد الجديد، السؤال لم يعد: هل تقع الحرب؟
بل: هل باتت الحرب قائمة دون إعلان رسمي؟
ومن يسبق الآخر إلى ضربة تُغير قواعد اللعبة؟