جنيف – في رسالة حاسمة للعالم أجمع، أطلق الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تحذيراً صارماً من أنّ العالم يقف أمام احتمال حتمي لظهور جائحة جديدة شبيهة أو ربما أكثر فتكاً من جائحة “كوفيد-19”.
وقال غيبرييسوس خلال كلمته في افتتاح الجلسة الثالثة عشرة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بصياغة اتفاقية دولية لمكافحة الجوائح، إن “الجائحة التالية لن تنتظر، قد تأتي بعد 20 عاماً، أو ربما غداً، لكنها بلا شك قادمة. ويجب أن نستعد لها من الآن”.
كوفيد-19: درس قاسٍ لا يُنسى
أعاد المسؤول الأممي التذكير بالآثار الكارثية التي خلفتها جائحة “كوفيد-19″، مشيراً إلى أنّ العدد الرسمي للوفيات بلغ نحو 7 ملايين شخص، بينما تشير تقديرات المنظمة إلى أن الحصيلة الحقيقية قد تصل إلى 20 مليون وفاة حول العالم. وأضاف أن الاقتصاد العالمي تكبّد خسائر تقدر بأكثر من 10 تريليونات دولار، ما يكشف حجم الهشاشة التي كانت قائمة في البنى الصحية والنظم الاقتصادية العالمية.
الخطر لم يعد نظرياً
وصف غيبرييسوس احتمال ظهور جائحة جديدة بأنه “لم يعد سيناريو افتراضياً بل هو حتمية وبائية”، مؤكداً أن العالم لا يملك رفاهية الانتظار أو التراخي في اتخاذ خطوات عملية لمواجهته.
وقد جاءت تصريحاته في توقيت حساس، بينما تعمل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على التفاوض بشأن اتفاقية دولية جديدة من شأنها تحسين الاستجابة الجماعية للأوبئة. وشدد غيبرييسوس على أن هذه الاتفاقية “لن تمس السيادة الوطنية للدول”، بل ستعززها عبر تنسيق الجهود والتعاون العالمي في أوقات الأزمات.
دعوة لتعزيز التضامن والاستعداد
في ضوء التجارب السابقة، دعت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم إلى العمل المشترك والتضامن لتقوية أنظمة الصحة العامة وتوحيد الجهود تحت مظلة الاتفاقية الدولية المرتقبة، والتي تهدف إلى إنشاء إطار شامل للوقاية من الجوائح والاستجابة السريعة عند حدوثها.
وأكدت المنظمة أن الوقت قد حان لتجاوز السياسات الفردية قصيرة النظر، واعتماد نهج عالمي موحد، إذ أن الفيروسات لا تعرف الحدود، والتأخر في الاستجابة يعرض العالم بأسره لخطر غير محسوب.
اتفاقية الجائحة.. أمل في نظام عالمي أكثر جهوزية
تُعدّ الاتفاقية الجديدة، التي يجري التفاوض بشأنها حالياً، إحدى أهم الخطوات نحو إعداد بنية صحية عالمية أكثر مرونة وكفاءة. وترى المنظمة أنها قد تتيح للدول تبادل البيانات والمعلومات بسرعة، وتنسيق توزيع اللقاحات والإمدادات الطبية بعدالة، في حالة تفشي جائحة جديدة.
ويأمل خبراء الصحة العامة أن تُفضي هذه الاتفاقية إلى التزام فعلي من جميع الحكومات ببناء خطط وطنية فعالة للتأهب والاستجابة، لا سيما في الدول ذات البنى الصحية الهشة.