شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا تطورات أمنية خطيرة مساء اليوم، حيث تصاعدت الاشتباكات بين عناصر هيئة تحرير الشام والعشائر اللبنانية في منطقة القصر شمال الهرمل، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار وإطلاق قذائف صاروخية ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.
وفقًا لتقارير ميدانية، سقطت عدة قذائف صاروخية في بلدة القصر الحدودية، بالإضافة إلى مناطق حوض وشرقي العاصي ومحيط بلدة المشرفة. وقد تم تحديد مصدر هذه القذائف على أنها من ريف القصير داخل الأراضي السورية. هذا القصف العشوائي أدى إلى نزوح كبير للسكان من القرى الحدودية، حيث وصف مراسل موقع “المسمار” في البقاع الوضع بأنه “خطير” ومقلق، خاصة مع تزايد أعداد النازحين الذين يفرون من مناطق الاشتباكات خوفًا على حياتهم.
من جهة أخرى، قام الجيش اللبناني بتسليم ثلاث جثث لمقاتلين سوريين عبر الصليب الأحمر اللبناني عند نقطة جوسيه الحدودية مع سوريا، في إشارة إلى تداعيات الاشتباكات التي تشهدها المنطقة.
وفي رد فعل رسمي، نقلت وكالة “سانا” السورية عن وزارة الدفاع السورية تأكيدها على أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا التصعيد الخطير. وأشارت الوكالة إلى أن التصعيد الحالي يُنسب إلى حزب الله، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. وجاء في البيان: “تنفي العلاقات الإعلامية في حزب الله بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة للحزب بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية”. وأكد الحزب مجددًا أنه لا علاقة له بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية.
هذه التطورات تأتي في سياق متوتر تشهده المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث تزداد المخاوف من تصاعد العنف وتأثيره على المدنيين، خاصة مع استمرار القصف العشوائي الذي يهدد استقرار القرى الحدودية ويُجبر السكان على النزوح بحثًا عن الأمان.
في ظل هذه الأوضاع، تُثار تساؤلات حول التداعيات الإنسانية والأمنية لهذا التصعيد، وما إذا كانت الأطراف المعنية ستتخذ خطوات لاحتواء الأزمة وحماية المدنيين من تداعياتها الخطيرة.
فريق التحرير