تشهد مدينة اللاذقية، الواقعة على الساحل السوري، أزمة طحين حادة أدت إلى انخفاض كبير في إنتاج الخبز، مما صعّب على السكان الحصول على حاجتهم اليومية من هذا الغذاء الأساسي. وتتفاقم الأزمة مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه للمرة الرابعة على التوالي، مما خلق وضعاً إنسانياً صعباً يهدد حياة مئات الآلاف من العائلات.
في سياق متصل، يواجه أهالي المنطقة تحديات كبيرة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث طالبوا الحكومة السورية الجديدة بالتدخل العاجل لتوفير المواد الغذائية للنازحين الذين فروا من مناطقهم بحثاً عن الأمان. كما يعاني الساحل السوري من اضطرابات أمنية، بما في ذلك إعدامات ميدانية نفذتها جماعات مسلحة توصف بأنها “غير منضبطة”، مما زاد من حالة الفوضى والخوف بين السكان.
من جهة أخرى، تعاني سوريا بشكل عام من أزمة كهرباء ومحروقات مستمرة منذ أكثر من عام، وقد تفاقمت هذه الأزمة مؤخراً بسبب التطورات الأمنية المتسارعة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان سابقاً بأن عدد القتلى في الساحل السوري بلغ 1018 شخصاً، بينهم 745 مدنياً، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع الإنساني في المنطقة.
فيما يتعلق بالسياسة الدولية، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن واشنطن تربط تخفيف العقوبات على سوريا بتشكيل حكومة أكثر شمولاً. كما أرجأت قطر تقديم الدعم المالي للحكومة السورية الجديدة بسبب حالة عدم اليقين السياسي. وفي إطار الدبلوماسية، تلقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، رسائل إيجابية من روسيا وإيران، لكنه طالب بالمزيد من الضمانات لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
هذه التطورات تظهر تعقيدات الوضع في سوريا، حيث تتداخل الأزمات الإنسانية والأمنية مع التحديات السياسية والاقتصادية، مما يتطلب جهوداً محلية ودولية متضافرة لإيجاد حلول مستدامة.
فريق التحرير