أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن شركة “تسلا” تُعد واحدة من العلامات التجارية القليلة التي ترتبط هويتها ارتباطاً وثيقاً بشخصية رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك. وعلى مدار تاريخ الشركة، كان هذا الارتباط بمثابة عامل قوة، حيث ساهمت رؤية ماسك الملتزمة بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز تكنولوجيا السيارات الكهربائية في جذب قاعدة واسعة من العملاء الذين يؤمنون بأفكاره.
ومع ذلك، بدأت الأمور تتغير بعد تحالف ماسك الوثيق مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وانخراطه في السياسة الوطنية. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من مالكي سيارات “تسلا” والمشترين المحتملين بدأوا يتساءلون عن الرسالة التي قد يعكسها قيادة سيارة “تسلا” في ظل هذه التحولات السياسية، مما أثر سلباً على سمعة العلامة التجارية.
وفي هذا السياق، تحدث جارث أنسيير، وهو مسؤول تنفيذي في مجال التلفزيون، لـ”وول ستريت جورنال” عن شعوره بعدم الارتياح أثناء قيادته لسيارة “تسلا”، قائلاً: “أخبرت زملائي أنني أشعر وكأنني أقود قبعة حمراء ضخمة مكتوب عليها ‘ماغا'”. وأضاف أن هذا الشعور دفعه في النهاية إلى بيع سيارته بعد أربع سنوات من استخدامها، مشيراً إلى أن سلوك ماسك السياسي كان عاملاً رئيسياً في قراره.
وتظهر البيانات انخفاضاً ملحوظاً في اهتمام المشترين المحتملين بسيارات “تسلا”. ففي عام 2022، أظهرت دراسة أجرتها شركة الاستشارات “Strategic Vision” أن 22% من المشترين كانوا يفكرون بجدية في شراء سيارة “تسلا”، لكن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير إلى 7% بحلول الصيف الماضي، لتصبح في مستوى مماثل لعلامات تجارية مثل “لينكولن” و”دودج”. ويُعتبر هذا الانخفاض نادراً في صناعة السيارات.
وفي تطور آخر، تعرضت شركة “تسلا” مؤخراً لهجوم متعمد، حيث أُحرقت سبع محطات شحن تابعة لها في مركز تسوق خارج بوسطن. ويأتي هذا الحادث كجزء من سلسلة هجمات تستهدف الشركة منذ أن تعززت علاقة ماسك بترامب، مما يسلط الضوء على التأثير السلبي لارتباط العلامة التجارية بالسياسة على سمعتها وأعمالها.