“المسمار” منصة إلكترونية إخبارية، اجتماعية، فنية، أدبية، بحثية واستراتيجية، تُعنى برصد التطورات في مجالات السياسة، الاقتصاد، التكنولوجيا، العلوم، الصحة، الثقافة، الأدب، الفنون، التاريخ، التراث، والرياضة… وذلك بأسلوب استقصائي تحليلي تجريدي، يتجاوز السطحيات ويغوص في عمق الظواهر والمعاني.
يهدف موقع “المسمار الإلكتروني” إلى إثراء المحتوى الثقافي العربي على شبكة الإنترنت، من خلال تشجيع الكتّاب، الأدباء، الشعراء، الباحثين، والمبدعين الشباب على مشاركة المعرفة والإبداع بلغتهم العربية الأم، بما يُعزز مكانة العربية كلغة قادرة على التعبير عن العلوم والفكر الحديث.
ويؤمن “المسمار” أن مواكبة التطور التكنولوجي أصبحت ضرورة لا خياراً، وأن العصر الرقمي يفرض على المجتمعات أن تعيد تشكيل أدواتها المعرفية والإعلامية بما يتماشى مع متطلبات الحداثة وسرعة التغيير، دون التخلي عن الجذور الثقافية واللغوية الأصيلة.

لماذا المسمار؟
المسمار، ذلك الكائن الصغير المهمَّش، المثبَّت بصمت على الجدران وخلف الأبواب، ليس مجرد قطعة معدنية، بل هو حلقة الوصل التي تجمع بين شيئين. متواضع في حجمه، عظيم في أثره، ساهم رغم بساطته في حفظ مصير البشرية، حين كان أحد عناصر النجاة في سفينة نوح عليه السلام، التي حملت صفوة الكائنات على ظهر ألواحٍ ودُسُر.
وما بين الخشب والحديد، كان له دور آخر أعظم، لا في النجاة من الطوفان فقط، بل في خلود المعرفة. فقد كانت الكتابة المسمارية، المنقوشة بأدوات تشبه رؤوس المسامير، أولى أشكال التدوين في تاريخ الإنسان. نشأت في بلاد سومر قبل أكثر من 8000 عام قبل الميلاد، وشكّلت لحظة فاصلة في التاريخ الفكري للبشرية، إذ كانت البداية الحقيقية لتوثيق الوقائع، والحفاظ على الذاكرة الإنسانية عبر العصور.
والمسمارية لم تكن مجرد كتابة، بل لغةً عريقة، دوّنت بها اللغات السامية القديمة كالآكادية، والآشورية، والبابلية، والعبرية، والعربية في جذورها الأولى. لقد كان “المسمار” صامتًا في الظاهر، لكنه ناطقٌ في عمق الوجود، شاهداً على لحظات التحوّل الكبرى في التاريخ الإنساني.
بقلم رئيس التحرير / حسين عباس غزالة

يرى الأستاذ حسين عباس غزاله، مؤسس ورئيس تحرير الموقع، أن “المسمار” هو أكثر من مجرد منصة إعلامية أو ثقافية؛ بل هو مساحة حرة للفكر، وفضاء مفتوح للحوار البنّاء والنقد المسؤول. تنطلق رؤيته من قناعة راسخة بأن الثقافة ليست ترفاً، بل ضرورة ملحّة في ظل الأزمات التي تعصف بالمجتمعات العربية، وأن الإعلام المستقل القائم على المعرفة والبحث الجاد قادر على إحداث تأثير حقيقي في الوعي العام وتحريك المياه الراكدة.
من وجهة نظره، “المسمار” أشبه بأداة صغيرة، لكنها حادّة، تطرق بثبات في جدار الصمت، لتُحدِث شرخاً يسمح للنور بالدخول. وفي هذا الإطار، يسعى إلى أن يبقى الموقع منصة حيوية، حيادية في طرحها، ملتزمة بالمعايير المهنية، ومنفتحة على جميع الأصوات التي تؤمن بأن التغيير يبدأ بالكلمة.