في وقتٍ يعيش فيه الجنوب اللبناني أزماتٍ متلاحقة بين تحديات الواقع الاقتصادي والظروف الأمنية الصعبة، تبرز قصة الشابة فاطمة محمد وهبي، ابنة بلدة عدلون الجنوبية، كنموذجٍ حيٍّ للإصرار والإيمان بقدرة الشباب اللبناني على تحقيق الحلم رغم كل العوائق. فاطمة التي نشأت بين اصوات القذائف والصواريخ الهمجية للعدو الإسرائيلي في الجنوب، لم تسمح للظروف أن تحدّ من طموحها أو تكبح شغفها برياضة الكيوكوشنكاي، بل جعلت من التحدي دافعًا للاستمرار والتألق.
منذ سنواتها الأولى، كانت فاطمة تجد في الرياضة متنفسًا وطريقًا للتميز. ورغم قلة الإمكانيات وضعف الدعم، استطاعت أن تشق طريقها بثبات، حاصدةً الألقاب على الصعيد المحلي، ومثّلت لبنان في أكثر من استحقاق دولي. واليوم، تستعد فاطمة لخوض تجربة جديدة على مستوى عالمي، إذ ستشارك في بطولة العالم الخامسة للكيوكوشنكاي، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في الرياض بين 10 و14 ديسمبر 2025، بتنظيم من اللجنة السعودية للكيوكوشن وبالتعاون مع الاتحاد العالمي للكيوكوشن (WKO).
فاطمة التي تعتبر أن الرياضة رسالة قبل أن تكون منافسة، تؤمن بأن كل لاعب لبناني يحمل على كتفيه مسؤولية تمثيل وطنه بأفضل صورة. وتقول في إحدى تصريحاتها: «لبنان بالنسبة لي ليس مجرد اسم على خارطة، بل هو الدافع الذي يجعلني أقاتل في كل مباراة بروح الوطن. أريد أن أقول للعالم إن أبناء الجنوب لا يعرفون الاستسلام».
مشاركتها المرتقبة في هذه البطولة العالمية تأتي كرسالة أملٍ لكل شابٍ وشابةٍ لبنانيين، بأن التحديات لا يجب أن تكون عائقًا أمام النجاح، بل دافعًا لتحقيقه. فاطمة، بإصرارها وإيمانها، تجسد روح “أبطال الأرز” الذين لطالما رفعوا اسم لبنان عاليًا في مختلف الميادين.
في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان، تمثل قصة فاطمة وهبي بارقة أملٍ تذكّر بأن هناك دومًا من يصرّ على أن يحمل راية الوطن ويمثله بكرامة على الساحات الدولية، لتبقى رسالتها واضحة:
قد يضعف الجسد، لكن إرادة اللبناني لا تنكسر.





