في نهاية كل خريف
أجلس على الشرفة الخلفية لمنزلي
مثل امرأة في نهاية عمرها
أتذكر رجلا كنت مغرمة به في الماضي
قبلني من حلمتي اليسرى ذات مساء
كان يقول: لأنها الأقرب لقلبك
أتحسس صدري
أوشك على البكاء
لكنني أدخن بدل ذلك
وأقرأ الشعر
أرى الإله منتصبا على عرشه
من بين السطور
يدغدغ خاصرات الحوريات
بيده العابثة
و يشرب نبيذا عتيقا
أحضرته له الملائكة من الجنة
يسخر مني
لأنني وحيدة و لا أملك ثمن النبيذ
دراهمي معدودة
ولست حورية من الحوريات
لتحضره لي الملائكة من الجنة
أسأل نفسي هل أقول له :
يا الله إنني وحيدة جدا
أرجوك
أرسل لي حبيبا ثريا يشتري لي النبيذ
ندخن معا
ويقرأ لي الشعر
كل ليلة
لكن الله يكره الفقراء والدراويش
والشعراء والنساء
المتحررات منهن خاصة
سيأتي الشتاء سريعا كشبح
سيعود حبيبي
وسأغرق في أحضانه
أما هو ف سيبقى
وحيدا رأس ماله نبيذ من الجنة وجند من الملائكة
لا يسمن ولا يغني من حب
سيسخر مني في الخريف
وأسخر منه في الشتاء
بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء برحاوي