طور فريق من العلماء نموذجاً ذكياً باسم Delphi-2M يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتمالية إصابة الأشخاص بأكثر من 1000 مرض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والسكري، على مدى السنوات المقبلة، وفق دراسة نُشرت في مجلة Nature.
كيفية عمل النموذج
يعتمد Delphi-2M على تحليل سجلات طبية سرية، إضافة إلى بيانات نمط الحياة مثل التدخين، استهلاك الكحول، والسمنة، للتنبؤ بالمرض قبل ظهوره بسنوات، مع تقدير توقيت الإصابة المحتمل.
تم اختبار النموذج على بيانات 400 ألف مريض من البنك الحيوي البريطاني و1.9 مليون شخص من السجل الوطني للمرضى في الدنمارك، ما أتاح للعلماء تقييم دقة التنبؤ والتخطيط للتدخلات الوقائية.
تطبيقاته في الرعاية الصحية
يشير البروفيسور إيوان بيرني، المدير التنفيذي للمختبر الأوروبي لعلم الأحياء الجزيئي، إلى أن الأداة يمكن استخدامها في عيادات الأطباء لتقديم تقييم شخصي للمخاطر الصحية، مع تقديم نصائح وقائية مثل:
-
إنقاص الوزن.
-
الإقلاع عن التدخين.
-
توصيات محددة لبعض الأمراض بناءً على التحليل الشخصي.
وأضاف البروفيسور موريتز جيرستينغ، خبير علم الأحياء الحسابي للسرطان، أن النموذج يمثل بداية طريقة جديدة لفهم تطور الأمراض، ويمكن دمجه مع برامج الفحص المبكر وتقدير أعداد المصابين لتسهيل التخطيط الصحي.
حدود النموذج والتحذيرات
على الرغم من دقة النموذج في التنبؤ بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني والنوبات القلبية، فإن قدرته محدودة على التنبؤ بالأحداث العشوائية، مثل العدوى.
وحذّر خبراء من الإفراط في تفسير النتائج بسبب تحيز بيانات التدريب، حيث قد تعكس النتائج اختيار متطوعين أصحاء بشكل غير متناسب. كما أشار البروفيسور بيتر بانستر إلى أن النجاح يعتمد على وجود بنية تحتية رقمية قوية ومهارات تقنية كافية لجميع الفئات للاستفادة من التقنية.
المستقبل الطبي
يؤكد العلماء أن دمج بيانات إضافية، مثل المؤشرات الحيوية والتصوير الطبي والجينوميات، قد يحوّل Delphi-2M إلى منصة متكاملة للطب الدقيق، ما يمكّن من الوقاية الشخصية والتنبؤ بالأمراض بدقة أكبر، وفتح آفاق جديدة للرعاية الصحية الوقائية على نطاق واسع.